بدأ الزعماء والقادة العرب في مدينة سرت الليبية السبت أعمال قمتهم الاستثنائية المخصصة بشكل رئيسي لبحث ملف تطوير العمل العربي المشترك وإصلاح الجامعة العربية ومسألة التطورات المستجدة على الملف الفلسطيني. وافتتح الزعيم الليبي معمر القذافي أعمال القمة بكلمة ذكر فيها القادة العرب بقراراهم الذي اتخذوه خلال قمتهم العادية التي عقدت بسرت في مارس الماضي من أجل إنهاء مسألة الهيكلية الجديدة للعمل العربي المشترك ومؤسسة الجامعة العربية حاليا. وعرض الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى جدول أعمال القمة لافتا الى أن البند الثالث منه ''يتضمن موضوعين هامين هما النزاع العربي الاسرائيلي وموضوع السودان''. وقال إنه سيتم الاستماع ''إلى التقارير'' بشأن هاتين القضيتين من ''المعنيين''، أي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس السوداني عمر البشير. ووفقا لمصادر مسؤولة بالجامعة العربية فإن القمة مكرسة لمناقشة وبحث بند أساسي يتعلق بآليات تطوير العمل العربي المشترك التي تضمنتها وثيقة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وهو البند الذي تباينت فيه مواقف العديد من الدول العربية ما بين مؤيد لعملية التطوير وما بين متحفظ عليها ما يمهد لتعديلها أو تأجيل البت فيها للقمة العربية العادية المقبلة. ويتوقع أن يتطرق القادة والزعماء العرب إلى ملف القضية الفلسطينية الذي كانت لجنة المتابعة العربية قد فصلت فيه مسبقا في اجتماعها الذي عقدته الليلة الماضية بسرت والذي أعلنت فيه تأييدها لقرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف المحادثات مع إسرائيل ما لم تمدد إسرائيل تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة وطالبت خلاله الجانب الأميركي بمواصلة جهوده لإعداد الظروف المناسبة لاستئناف عملية السلام، بما في ذلك وقف الاستيطان. من جانبها أبدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عدم رضاها عن القرارات التي خرجت بها لجنة المتابعة العربية المنعقدة في ليبيا بشأن المفاوضات مع اسرائيل معتبرة أن ''قرار وقفها يشكل خطوة غير كافية''. واعربت الحركة في بيان صحافي عن اعتقاده أن إعطاء فرصة للإدارة الأمريكية لإعادة المسيرة السلمية الى مسارها الصحيح ''يشكل إضاعة لمزيد من الوقت''. ورأت ''إن مجريات المفاوضات مع إسرائيل أكدت عبثية الرهان على الإدارة الأمريكية التي لم تستطع الثبات على مواقفها وتراجعت باستمرار أمام تعنت وغطرسة نتنياهو وحكومته المتطرفة''. واعتبرت ''إن أية فرصة إضافية للإدارة الأمريكية لا تعني سوى مزيد من الضغط الأمريكي على الموقفين الفلسطيني والعربي والمزيد من الضمانات والإغراءات الأمريكية للكيان الصهيوني''. وقالت ''إن المطلوب الآن هو موقف فلسطيني وعربي بحجم التحدي والوقف التام والنهائي لعملية المفاوضات العبثية المباشرة وغير المباشرة وليس مجرد وقفها ومواصلة المراهنة على استئنافها من جديد''. ودعت حماس الى ''بلورة وتبني استراتيجية فلسطينية عربية جديدة على أساس برنامج المقاومة ودعم وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني والتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية وتوحيد الصف الفلسطيني على أساس ذلك''. استمرار الهجمات على إمدادات الناتو أحرق مسلحون 30 صهريجا جنوب غرب باكستان، في سادس هجوم من نوعه خلال أسبوع يستهدف قوافل الإمداد المخصصةئلقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. ووقع الهجوم وفقا لما ذكره نعيم شيرواني أحد مسؤولي الحكومة المحلية على بعد 180 كيلومترا جنوب غرب مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المتاخم للحدود مع أفغانستان وإيران. وأوضح شيرواني أن 20 مسلحا على الأقل هاجموا 30 صهريجا محملة بالوقود كانت متوقفة إلى جانب الطريق أمام أحد المطاعم جنوب غربي بلدة سيبي في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، ما أسفر عن احتراق 29 صهريجا كان يفترض أن تتوجه إلى قوات الناتو في أفغانستان عن طريق معبر شامان. وأضاف شيرواني أن الهجوم تسبب بإصابة جندي في القوات شبه النظامية المرافقة للقافلة، بيد أن مصادر محلية أخرى أبلغت وكالة الأنباء الفرنسية بإصابة اثنين على الأقل من أفراد قوة الحراسة. وفي هذا السياق، نقل عن مسؤول محلي آخر قوله إن القافلة المستهدفة كانت قد توقفت في منطقة ميتري في الليلة الفائتة، مشيرا إلى أن السلطات المحلية استدعت فرقة الإطفاء من بلدة سيبي المجاورة لإخماد النيران ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي يأتي بعد ثلاثة أيام من قيام مسلحين بإحراق أكثر من 40 شاحنة وصهريج وقود في مدينة نوشيرا وفي مدينة كويتا. يذكر أن حركة طالبان باكستان نفذت الأسبوع المنصرم خمس هجمات على قوافل إمداد قوات الناتو في أفغانستان، انتقاما من الغارات التي نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار شمال غرب باكستان. وكان اعتذار الولاياتالمتحدة عن الغارة التي شنتها في30ئ سبتمبر الماضي قد عزز الآمال بإمكانية موافقة الحكومة الباكستانية على إعادة فتح معبر خيبر الممر الرئيسي لطرق الإمداد الأطلسية إلى أفغانستان الذي كانت إسلام آباد قد أغلقته ردا على الغارة الأمريكية متذرعة بأسباب أمنية. وفيما بقي طريق الإمداد الثاني المار عبر إقليم بلوشستان مفتوحا، أعلنت إسلام آباد عقب تلقيها الاعتذار الأمريكي أنها تعكف على دراسة الوضع الأمني بخصوص إعادة فتح معبر خيبر، مشددة على قوة التحالف الباكستاني الأمريكي في مواجهة ما يسمى بالإرهاب. وحسب ما ذكرته مصادر رسمية أميركية، توفر قوافل الإمداد المارة عبر باكستان 40% من الإمداد لقوات الناتو في أفغانستان، فيما توفي القوافل المارة عبر الدول الأخرى النسبة نفسها، ويتكفل النقل الجوي بتأمين النسبة الباقية. وكان في إسلام آباد قد نقل عن مصادر أمنية باكستانية قولها إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا أمس الجمعة في غارتين نفذتهما طائرات أمريكية بدون طيار في منطقة القبائل شمال غرب باكستان. ضبط شاحنة متفجرات شمال نيويورك قالت السلطات الأمنية الأمريكية إن عناصرها احتجزوا سيارة يشتبه بأنهائتحمل متفجراتئواعتقلوا سائقها، فيما أمرت السلطات القضائية بترحيل مواطن كندي من أصل صومالي يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة. فقد نقلت وسائل إعلامية أميركية عن مصادر أمنية قولها إن الشرطة وعناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف.بي.آي) احتجزت أمس الجمعةئشاحنة يعتقد بأنها تحمل متفجرات واعتقلت سائقها بعد محاصرتها وإجبارها على الوقوف بقوة السلاح عند طريق خارجيئبولاية كونيكتيت شمالئشرق البلاد. بيد أن المصادر الأمنية الأمريكية لم تكشف أي تفاصيل إضافية عن الحادث وعن جهة الشاحنة أو هوية ومصير السائق وراكب آخر كان يستقل الشاحنة منذ اعتقالهما قرب بلدة براندفورد الواقعة على بعد 128 كيلومترا شمال مدينة نيويورك. وفي شأن أمني متصل، أصدرت إدارة الجمارك وتطبيق قوانين الهجرة الأمريكية بيانا الجمعة قالت فيه إنها رحلت المواطن الكندي الصومالي الأصل محمد عبد الله ورصوم (37 عاما) إلى كندا باعتباره خطرا على أمن الولاياتالمتحدة. ولفت البيان إلى أن الترحيل جاء تنفيذا لقرار محكمة مقاطعة مينيسوتا التي أدانت ورصوم بصلته بتنظيم القاعدة استنادا إلى اعترافه في التاسع من مايو 2009 بمشاركته بمخطط لتوفير الدعم المادي والمواد لتنظيم القاعدة وحكم عليه بالسجن سبع سنوات وثمانية أشهر، لكنها خفضت العقوبة على أساس المدة التي قضاها في الاعتقال وحسن السلوك. وقالت السلطات الأمريكية إن الحكم بترحيل عبد الله إلى كندا جاء في إطار اتفاق تم مع محامي الدفاع وإنه لن يسمح له بزيارة الولاياتالمتحدة إلا بإذن مسبق من السلطات الأمنية المعنية.