استمع وزراء الخارجية العرب في مدينة سرت الليبية أمس الجمعة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإطلاعهم على آفاق المفاوضات المباشرة وقضية الاستيطان. وبحث الوزراء تحضيرات القمة العربية الاستثنائية المقررة اليوم. لكنهم أخفقوا في التوصل إلى اتفاق بشأن تطوير العمل العربي وآليات الانفتاح على دول الجوار. وأفاد مصدر إعلامي في مدينة سرت بأن الوزراء لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن ورقتين تتعلقان بتطوير العمل العربي المشترك وآليات الانفتاح على دول الجوار العربي، وذلك في الاجتماع الذي عقد مساء الخميس وحضر الزعيم الليبي معمر القذافي جانبا منه. وجرى حوار ونقاش بين الوزراء حول الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال ثم شرعوا في ترتيب بعض الإجراءات التي ستتخذ بناءً على المداخلات التي طرحت خلال الجلسة، حيث تم نقاش تطوير العمل العربي وآلية الجامعة العربية بما يتوافق مع الظروف الدولية. وقدم عباس تقريرا عن أحدث المستجدات إلى 16 وزيرا للخارجية في لجنة متابعة عملية السلام المنبثقة عن الجامعة العربية والتي أعطته في 29 من جويلية إشارة البدء لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بعد انقطاع استمر 20 شهرا في أعقاب حرب غزة. وسيلقي عباس اليوم كلمة أمام الزعماء العرب قد يكشف فيها عن رؤيته للأحداث إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط وظلت مائدة المفاوضات خالية. وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم عباس، إن الزعيم الفلسطيني سيبلغ الدول العربية أن ”استئناف المفاوضات يتطلب تجميدا كاملا للأنشطة الاستيطانية”. ونقلت رويترز عن دبلوماسي عربي لم تكشف هويته قوله إن ”الجامعة العربية ستصدر على الأرجح دعوة عامة لمساندة مفاوضات السلام، لكنها ستوضح بجلاء أن قرار مواصلة المفاوضات يقع على عاتق أبو مازن لا عليهم”. ودعت واشنطن الجامعة العربية إلى أن تستمر في دعم المفاوضات المباشرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي ”نريد أن تستمر الجامعة العربية في دعم المفاوضات المباشرة، وسيكون من السابق لأوانه في هذه المرحلة عدم دعم المفاوضات”. وقال السفير الإسرائيلي في واشنطن ميخائيل أورين في حديث مصور لصحيفة واشنطن بوست، إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ”قدمت لإسرائيل عددا من الاقتراحات أو الحوافز تتيح للحكومة الموافقة ربما على تمديد (تجميد الاستيطان) لشهرين أو ثلاثة أشهر”. يذكر أن قمة سرت الأخيرة التي عقدت في 28 مارس الماضي أقرت الدعوة إلى قمة استثنائية تعقد بنفس المدينة الليبية لمناقشة قضيتين أساسيتين تتعلقان بتطوير منظومة العمل العربي المشترك وأسس سياسة الجوار العربي ومقترح إقامة رابطة الجوار الإقليمية وآليات عملها. وكانت قمة سرت أقرت تشكيل لجنة خماسية تضم قادة ليبيا ومصر واليمن والعراق وقطر بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للنظر في النقاط الإصلاحية للجامعة العربية. وعقدت هذه اللجنة اجتماعها على مستوى القمة في طرابلس في 28 جوان الماضي وستطرح نتائج أعمالها على القمة الاستثنائية.