تشرع مديرية الثقافة لولاية سوق أهراس، خلال السداسي الثاني من السنة الجارية، في إنجاز عدد من العمليات الرامية لتأهيل الموقعين الأثريين في كل من خمسية ومادور. قال فتحي لعبابسة، مدير مكتب التخطيط والتكوين بالمديرية المكلفة بالمشروع، أن إعادة التأهيل ستشمل كل من ركح المسرح العتيق لموقع خميسة الأثري وكذا غار الحوريات بذات الموقع فضلا عن إعداد دراسة لإعادة تأهيل قناة المياه القديمة لموقع مادور الأثري الذي يعود تاريخه إلى العهد الروماني والمكون من حوضين كبيرين إلى جانب حوض ثالث يربط بينهما، ومن شأن إعادة تأهيل مسرح خميسة الذي يتسع لأزيد من 3 آلاف متفرج ومدرج ذي ثلاث درجات كان مخصصا لطبقة النبلاء أن يسمح باستقطاب عديد الزوار والمولعين بالمعالم الأثرية واحتضان أكبر التظاهرات الثقافية واستقبال ألمع الوجوه الفنية خاصة وأنه يضاهي كل من مسرح جميلة في سطيف وتيمقاد في باتنة. وأفاد المتحدث، بأن التحضير جار حاليا لإعداد دفتر الشروط قصد اقتناء ووضع مولد كهربائي للموقع الأثري لخميسة مضيفا بأنه تم مؤخرا استكمال إعداد مخطط لحماية وتثمين المواقع الأثرية على غرار مادور وخميسة وتيفاش وتاورة، ومن جهته أوضح نصر الدين عسول، مدير فرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية بأنه سيشرع في استغلال فضاءات موقع خمسية واستحداث فضاءات للترفيه والتسلية وأخرى لألعاب الأطفال وتنصيب خيم على شكل أكشاك لبيع منتجات حرفية وتقليدية وفتح كافيتيريا بكل من خميسة ومادور. يذكر أن خليدة تومي وزيرة الثقافة قد دعت خلال زيارة سابقة قادتها لولاية سوق أهراس منتصف العام 2012 المنصرم، إلى ضرورة أن يخضع مشروع تهيئة وتأهيل الموقع الأثري لخميسة إلى دراسة «دقيقة» وإدراج منشآت وخدمات تسهم في استقطاب عديد الزوار والمولعين بالمعالم الأثرية فيه، لجعله قطبا سياحيا حقيقيا. للإشارة، شيد الموقع الأثري لخميسة الذي يعرف محليا باسم «ثيبيرسيكو نوميداروم» فوق ربوة وهو عبارة عن مدينة نوميدية تحولت إلى بلدية في القرن الثاني للميلاد تحت لواء الإمبراطور تراجان ومن ثمة إلى مستعمرة شرفية أو فخرية في القرن الثالث للميلاد، وتضم هذه المدينة المتربعة على أكثر من 65 هكتارا بقايا لمعالم هامة على غرار المسرح والكنيسة القضائية الكبرى القديمة ذات الأعمدة والساحة الواقعة بشرق الربوة.