وزير الشؤون الدينية التونسي: "لا نهتم بالإسلام فقط بل بالدينين اليهودي والمسيحي" نجحت تونس في كسب رهان تأمين موسم الحج اليهودي لمعبد الغريبة في جزيرة "جربة"، جنوب شرقي العاصمة تونس رغم التحذيرات من "هجمات إرهابية" روّجت لها حكومة الكيان الصهيوني على نطاق واسع وحذرت جاليتها من التوجه إلى جربة. وتكشف الإحصاءات التي قدمها روني الطرابلسي، ابن رئيس الجالية اليهودية في جربة والمكلف بتنظيم رحلات اليهود إليها، أن من بين الوفود التي تدفقت لممارسة "الطقوس الكبرى" يهود جزائريون بعضهم قدم خصيصا من الجزائر وآخرون من الأقدام السوداء المنحدرين من أصول يهودية يحملون جوازات سفر من دول أوروبية أغلبها فرنسية. وقد بدأت مراسم الحج لمعبد الغريبة اليهودي بجزيرة جربة التونسية، وسط استعدادات أمنية كبيرة، وترتيبات خاصة سواء من وزارة الداخلية، أو وزارة السياحة لإنجاح هذه المراسم السنوية، بأقدم المعابد اليهودية في شمال إفريقيا. ورغم تصريحات إسرائيلية سابقة حذّرت اليهود من التوجه إلى تونس، فإن توافد الحجيج اليهود استمر بصفة طبيعية، حيث كان الإقبال "محترما ومقبولا"، وفق مصادر في الجالية اليهودية. وأكد روني الطرابلسي أمس أن "السلطات نجحت في كسب الرهان حيث وصل في اليوم الأول نحو 500 زائر يهودي من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في احتفالات الغريبة، بينما تواصل توافد مئات السياح اليهود ممن يمثلون عدة بلدان عربية منها الجزائر وليبيا واليمن وباقي بلدان العالم خاصة فرنسا إلى جربة غالبيتهم من التونسيين حاملي جنسيات مزدوجة للمشاركة في هذا الحدث السياحي الرمزي "لأقدم معلم يهودي في إفريقيا، يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد حسب بعض المصادر التاريخية". وأكد المصدر أن ممثلي الجالية اليهودية بتونس كذبوا ادعاءات الحكومة الإسرائيلية حول مخاطر السفر إلى تونس. وفي هذا الإطار، قال بيريز الطرابلسي المشرف على معبد الغريبة، إن "جربة أكثر أمانا واستقرارا من إسرائيل". وفي تصريح لجريدة "الصباح"، قال كبير أحبار يهود تونس حاييم بيتان، إن "الاحتفالات جرت وفق البرنامج المسطر ولم تكن هناك تعديلات على موسم وفقرات الحج". من جهته قال وزير الشؤون الدينية التونسي، عثمان بطيخ، الذي حظر جانبا من الاحتفالات إن وزارته "لا تهتم بالدين الإسلامي فقط، وإنما تهتم كذلك بالدينين اليهودي والمسيحي". وتابع: "نعبر من خلال زيارتنا لجربة عن تهانينا ليهود تونس بمناسبة احتفالاتهم". فيما اعتبر السفير الفرنسي، فرانسوا غويات أن حضوره الاحتفالات يأتي في إطار "تضامن الحكومة الفرنسية مع الحكومة التونسية". وأضاف قائلا: "جئت كذلك لأشارك اليهود الفرنسيين احتفالاتهم بالغريبة في جزيرة جربة". وكان مئات اليهود توافدوا في وقت سابق على معبد الغريبة في اليوم الأول لموسم الحج إلى المعبد الذي يشهد تعزيزات أمنية مشددة. وتتمثل طقوس الزوار خلال الاحتفالات الكبرى لحج الغريبة، بإشعال الشموع في الجهة المخصصة للصلاة داخل المعبد (الجهة اليسرى من المعبد)، ووضع البيض في المكان المخصص له، بعد أن يكتبوا عليه أمنياتهم للعام المقبل. وبمجرد خروجهم من مكان الصلاة، يتوجه الزوار إلى شيخ كبير يسمى ب«رِبي عتوقي" (75 عاما)، هو شخص ذو بركة وفقا لتصورهم، ويقرأ لهم أجزاء من كتب التوراة للتبرك بها. وفي الجانب الأيمن من المعبد تجري الاحتفالات بترديد الأغاني التونسية، وتقديم الأكلات الشعبية المعروفة في تونس (أشهرها البريك)، إضافة إلى احتساء نبيذ البوخا.