شرعت السلطات الجزائرية ونظيرتها التونسية في تشكيل لجان حدودية مشتركة يترأسها مناصفة ولاة تلك الولايات لدفع عجلة التنمية وتعزيز إجراءات السيطرة الأمنية على الشريط الحدودي وملاحقة الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة. وأكدت الورشات ال9 المشتركة الجزائرية-التونسية التي تم تنصيبها خلال لقاء احتضنه أحد فنادق مدينة قفصةالتونسية بحضور والي تبسة مبروك بليوز عن الطرف الجزائري وولاة كل من قفصة والقصرين وتوزر "تونس" على "أن الحدود بين البلدين يجب أن تكون معبرا للتنمية والشراكة المستمرة والتصدي لمظاهر التهميش والفقر ومكافحة كل المعوقات". وتتزامن هذه الورشات مع تعزيز الجزائر حسب مصدر أمني عليم لقواتها الأمنية في الشريط الحدودي لولاية تبسة، التي يفصلها جبل الشعانبي عن ولاية القصرين في تونس، بسريتين عسكريتين إضافيتين لمساندة حرس الحدود للدرك الوطني، وكتائب عسكرية يتجاوز عددها سبعة آلاف عنصر في المنطقة مدعومة بوحدات عملياتية في المراكز المتقدمة. وذكر المصدر أن التعزيزات تستهدف تأمين رقابة أفضل في جبال "أم الكماكم" وÇالماء الأبيض" المعروفة بأنها موقع النشاط المفضل للإرهابيين على الشريط الحدودي. وأوضح معدو توصيات واقتراحات الورشات الجزائريةالتونسية بأنه يجب كذلك "تثمين مناطق التبادل الحر لتكون "إشعاعا تنمويا" وÇآليات للتحرك وتفعيل التعاون ميدانيا في عديد قطاعات النشاط لفائدة سكان المناطق الحدودية لهذين البلدين الشقيقين". وتشمل هذه الورشات قطاعات الفلاحة والغابات والري والثقافة والسياحة والصناعة التقليدية والاتصال والنقل والاتصالات والصحة والتجارة والصناعة والطاقة والمناجم والتعليم العالي والتربية والشباب والرياضة والتجهيز والحماية المدنية. وتهدف هذه المقترحات والتوصيات التي قرئت في ختام هذا اللقاء الذي يأتي تجسيدا لقرارات رئيسي البلدين السيدين عبد العزيز بوتفليقة والباجي قائد السبسي وكذا ترجمة لنتائج اللقاء الذي جمع وزيري داخلية البلدين بمناسبة إحياء الذكرى ال57 لأحداث ساقية سيدي يوسف إلى تفعيل حركية تنموية شاملة لمناطق الشريط الحدودي، حسب ما أوضحه والي تبسة. وأضاف ذات المسؤول بأن هذا اللقاء يأتي كذلك مواصلة لورقة الطريق التي تم ضبطها خلال لقاء 2 مارس الأخير بتبسة. من جهته، اعتبر والي قفصة، الطيب الزارعي، أن هذا اللقاء سيكون له انعكاس إيجابي على سكان المناطق الحدودية قبل أن يجدد التزام الولاة التونسيين بالسهر على تجسيد جملة التوصيات المنبثقة عن هذا اللقاء الذي يهدف أساسا إلى خدمة مواطني الشريط الحدودي. واتفق الطرفان على جملة من التوصيات التي يمكن لولاة المناطق الحدودية للبلدين اتخاذ القرار بشأنها محليا التي لا تتطلب ترخيصا من الجهات المركزية للبلدين. ومن بين اقتراحات وتوصيات ورشتي الأشغال العمومية والحماية المدنية برمجة أيام دراسية فنية وزيارات لتبادل المعارف والخبرات بين الجانبين والعمل على برمجة تحديث الطرقات والمسالك المؤدية إلى المراكز الحدودية مما يسهل عمليات التنقل بين البلدين. ويتعلق الأمر كذلك في هذا السياق ببرمجة ربط هذه الولايات الحدودية بالطرق السيارة والسريعة مما يسهم بربط ولايات شرق وغرب الجزائربالولايات الغربية والساحلية لتونس وتهيئة معابر حدودية قصد بعث مناطق التبادل الحر بين البلدين. وضمن توصيات هذه الورشات تم كذلك اقتراح تطوير الخبرات في مجال الثقافة والسياحة فتح مسالك سياحية مشتركة وتنظيم أسابيع ثقافية ومعارض للصناعات التقليدية وإحداث برامج إعلامية مشتركة فضلا عن التعاون لتزويد سكان المناطق الحدودية بمياه الشرب وتبادل التجارب في مجال استغلال المياه الجوفية والتنقيب عليها.