أكد مشاركون في اللقاء الخامس حول محمد ديب الذي خصص بتلمسان لموضوع "أماكن الكتابة" أن هذا الأديب الجزائري تميز بجانبه الشعري سواء بدواوينه الشعرية أو أعماله النثرية المختلفة. ومن خلال الوثائق والشهادات التي اقترحتها بالمناسبة زوجة هذا الأديب الكبير كوليت ديب وقرأها الأستاذ بن منصور الهادي من جامعة السوربون ورئيس المؤسسة الدولية لأصدقاء محمد ديب برز جليا الجانب الشاعري عند الكاتب الذي تراوحت أشعاره من القصيدة الطويلة لدواوينه أو الأبيات والمقطوعات الشعرية المتناثرة بأعماله النثرية وهذا ينم عن رفاهة الحس عند محمد ديب ورغبته في المزج بين النثر والشعر. أما السيدة آسية ديب ابنة الأديب فقد قدمت خلال هذا اللقاء المنتظم من طرف جمعية "دار الكبيرة" لمدينة تلمسان بالتنسيق مع مديرية الثقافة مقتطفات من أشعار أبيها وبعض الملاحظات الخطية التي تركها على هوامش مؤلفاته، مشيرة إلى بعض الذكريات الحميمة التي انطبعت في ذهنها عن الأديب والرجل والأب. كما سلط بعض المتدخلين من أساتذة جامعيين وكتاب ورجال الفكر والثقافة من الجزائر وفرنسا والمغرب الضوء على أعمال ديب مؤكدين أنه يعد رمزا من رموز الأدب الجزائري الناطق باللغة الفرنسية لأن كتابته وأفكاره تحمل دلالات ثقافية وحضارية عميقة نابعة من صميم المجتمع الجزائري بغض النظر عن اللغة التي استعملها كأداة للتعبير عن هذه الأفكار. واستشهد بعض المتدخلين بأسلوب محمد ديب الذي تعمد في بعض كتاباته نقل ألفاظ من العامية إلى الفرنسية حرفيا وبدلالتها ليعطي للرواية واقعيتها وشخصيتها الجزائرية.