افتتح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، معرض "قصور القصبة" للفنان التشكيلي عبد الرحمن كحلان بمتحف الباردو بالجزائر العاصمة بحضور فنانين ومهتمين. وأبدى ميهوبي إعجابه بالجهد الذي بذله الفنان وباختياره ل"تيمة القصبة وما يرتبط بالتراث والخصوصية الجزائرية"، وهو الأمر الذي تردد لدى الزوار والمهتمين. وضم المعرض 32 لوحة تشكيلية واقعية تدور حول موضوع "القصبة" ومدينة الجزائر، وهي الأعمال التي أنجزت في أحجام مختلفة وعرضت بطريقة مميزة من حيث اختيار الإطار في اللوحات المتوسطة والصغيرة، بينما بقيت اللوحات الكبيرة بلا إطار. واعتمد كحلان على الألوان الغامقة التي تحيل على الذاكرة، في حضور بسيط للألوان المضيئة، فكان اللون الأرجواني والبنفسجي أكثر حضورا مع تقاطعات للاصفر والبرتقالي والأخضر. ووفق الفنان في استخدام الرموز الصوفية التي اقتضتها وقائع اللوحات وهي رموز تعود لتاريخ ويوميات مدينة الجزائر وبيوت القصبة، بالإضافة إلى الأشكال الهندسية والحروف العربية وبعض الزخرفة. واستخدم كحلان الأبواب كثيرا في لوحاته، كرمز أو تفاؤل، ففي أغلب اللوحات التي عرضها توجد الأبواب بأعداد وألوان وأشكال مختلفة، بينما تقل النوافذ مقارنة بالعدد الكبير للأبواب. وضمن انجذابه لقصور القصبة يقدم الفنان لوحات كاملة عن الأبواب على غرار "الأبواب الخالدة للقصبة" و"أبواب القصبة" و"باب الدزيرة" إلى غاية لوحة "أبواب الباردو" حيث يعرض لوحاته. وتبدو لوحات المعرض وكأنها تأريخ لذاكرة المكان فلوحات مثل "سيدي عبد الرحمن" أو "جامع سيدي رمضان" أو "قصوري" التي كررها أكثر من مرة، هي فضاءات حقيقية أراد الفنان أن يعيد بعثها واحياء تاريخها. وضمن مسار الحياة التي عرفتها القصبة يقدم الفنان لوحات "الأولياء الصالحين" وهم برأيه "حراس العاصمة والقصبة"، ولوحة "الشمس على القصبة" و"الدويرات" اللتين يقدمان نمط الحياة في المدينة. ومن بين أهم اللوحات التي يعرضها التشكيلي "قصور القصبة" والتي يحمل المعرض اسمها، وهي أكبر لوحة إلى جانب "جامع سيدي رمضان"، وهي لوحة مليئة بالرموز والأوان والحروف. وسبق للتشكيلي عبد الرحمن كحلان أن عرض في فرنسا والإمارات وكانت آخر معارضه السنة الماضية في قصر الثقافة ومتحف الفنون والتقاليد الشعبية ومعرض في "فندق سوفيتال"، وكلها بالجزائر العاصمة.