سخر الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي من الاتهامات التي ظل خصومه يسعون لإلصاقها به، واصفا إياها بأنها "باطلة ومشينة". ودافع المرزوقي في صفحته على فيسبوك عن نفسه، وحاول دحض تلك التهم تهمة تهمة بدءاً بما نعته به خصومه من سُكر وجنون، وانتهاء بمزاعم تبديده ثروات تونس الطبيعية. وقال إن "القاسم المشترك بين كل هذه التهم أنها باطلة ومشينة". وكان ناشطون تونسيون قد شنوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب الحكومة بالكشف عما سموه نهب ثروات البلاد الطبيعية. ونظم هؤلاء الناشطون أمس السبت في العاصمة تونس مسيرة في إطار حملتهم التي حملت شعار "وينو البترول" أو "أو أين البترول؟". ووصف المرزوقي هذه التهمة بأنها "باطلة ومشرفة" في الوقت نفسه، "باطلة لأنني لست وراء الحملة، ومشرفة لأنني وددت أن أكون صاحب هذه الفكرة العبقرية"، حسبما ورد في بيان الرئيس السابق على فيسبوك. واتسمت ردود المرزوقي على كل التهم بسخرية ظاهرة مشوبة بنبرة لم تخلُ من مرارة وحزن. ومن بين التهم التي أُثيرت ضده أنه دعا مؤخرا إلى حرق تونس خلال كلمة ألقاها في منتدى الجزيرة التاسع بالدوحة مطلع ماي الحالي بشأن الصراع والتغيير في العالم العربي. وكانت قناة خاصة تونسية بثت مؤخرا تسجيلا مصورا تضمن تصريحات محرفة للمرزوقي عن الوضع الداخلي بتونس. وقد عوقبت القناة بعدها بوقف البرنامج الذي بث هذه التصريحات لمدة أسبوع. ورد المرزوقي على هذه التهمة قائلا إنه "سيأتي يوم يعرف فيه التونسيون دوري في حمايتهم من مشروع انقلاب صائفة 2013 ومن اضطرابات لا يعلم إلا الله أين كانت ستؤول بنا لو لم أقبل بنتائج الانتخابات على علاتها التي ينظر فيها القضاء حاليا". وقال إنه اتُّهم بتقاضي خمسين ألف يورو من "الجزيرة نت"، مؤكدا أنه كان يدفع جل راتبه للفقراء من أهله ومن غيرهم. وأضاف "اتُّهمت بأنني عميل قطر في حين أن كل ما أعانتنا به قطر ذهب كله للخزانة العمومية ولم يدخل فلس منه لجيب خاص". ثمة تهمة أخرى تزعم بأنه دعم الإرهاب، وعنها يقول المرزوقي "أنا الذي سعيت بكل قواي لتسليح الجيش كما لم يسلح من قبل، وبكيت وحملت على كتفي إلى مثواهم الأخير كل شهدائه لأنهم كانوا كأولادي". من ناحية أخرى، أعلنت السلطات التونسية السبت، الإفراج عن "جميع التونسيين" الذين كانت تحتجزهم إحدى الجماعات المسلحة في ليبيا، إلا أنها لم تقدم حصيلة بعدد التونسيين الذين تم إطلاق سراحهم، أو الحصيلة الإجمالية لعدد من جرى احتجازهم. وذكرت وزارة الشؤون الخارجية، في بيان مقتضب أوردته وكالة تونس أفريقيا للأنباء أنه تم "الإفراج عن الدفعة الأخيرة من التونسيين الموقوفين بليبيا"، وأكدت أنه بإطلاق سراح هذه الدفعة يكون قد تم الإفراج عن جميع التونسيين الذين تم إيقافهم مؤخراً في الدولة المجاورة. وكان وزير الشؤون الخارجية، الطيب البكوش، قد أعلن، في تصريحات سابقة الخميس الماضي، عن "إطلاق سراح 30 تونسياً من بين المحتجزين في ليبيا"، كما أكد حرص الوزارة على "إطلاق سراحهم جميعاً، في أقرب وقت ممكن، دون قيد أو شرط"، بحسب الوكالة الرسمية.