"بلمختار أنشأ معسكرات سرّية في ليبيا ويطمح إلى السيطرة على الساحل" دعا تقرير دولي أعدّه خبراء أمنيون من الأمم لمتحدة، الجزائر، إلى تعزيز مراقبة مسالك وممرات يستعملها الإرهابيون على الشريط الحدودي بعدما تحوّلت ليبيا إلى ساحة لتدريب منخرطين جدد في تنظيم "الدولة الاسلامية". وحذّر التقرير، الحكومة الجزائرية، من عودة هؤلاء الجهاديين لتنفيذ عمليات انتحارية، حيث تتركز عمليات التدريب في المعسكرات السرية على هذا النوع من الهجمات الإرهابية. وذكر التقرير أنه من بين القائمين على تلك المعسكرات التي تضم مقاتلين من جنسيات مختلفة، الأمير الإرهابي مختار بلمختار زعيم جماعة "المرابطون" المنشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي". وتتقاطع هذه المعطيات مع تقارير أمنية وعسكرية تونسية وجزائرية متطابقة، تحدثت خلال الأسابيع الماضية عن أن تنظيم "داعش" اتخذ من الحدود الشمالية - الغربية التونسية مع الجزائر معبراً لنقل عناصره المدججين بالسلاح بعد تلقيهم تدريبات في معسكرات ليبية باتجاه معسكراته في الجزائر، ومن ثمة توجيههم إلى منطقة جنوب الصحراء وماليوسوريا. وأفادت مذكرة صادرة عن لجنة الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابعة للأمم المتحدة حول الجماعات الجهادية، أن المغرب يعتبر من بين ست دول في العالم التي يتجاوز عدد مواطنيها المقاتلين في صفوف الجماعات الجهادية أكثر من ألف فرد، وذلك إلى جانب كل من تونس وروسيا وفرنسا والسعودية والأردن. ورغم تأكيد التقرير أن "عدد الجزائريين في التنظيم الارهابي داعش قليل مقارنة بتونس والمغرب، فإن خطر عودتهم من ليبيا التي يخضعون فيها لتدريبات متخصصة على غرار عمليات الاختطاف والاعتداءات الانتحارية تثير الانشغال وتدعو للتجند أكثر لمواجهة هذه الظاهرة". وأكدت المذكرة الأممية أن عدد المقاتلين في صفوف تنظيم القاعدة وتنظيم داعش بلغ 25 ألف مقاتل، ينتمون لنصف الدول الأعضاء في الأممالمتحدة والبالغ عددهم 193 بلدا، بما فيها دول بعيدة عن ساحة الصراع في الشرق الأوسط كما هو الحال بالنسبة لترينيداد وطاجاكستان، وذلك ليبين أن تأثير هذه المجموعات الإرهابية أصبح يطال كل دول العالم. وبالإضافة إلى الدول الست التي صدرت أكثر من ألف مقاتل كما هو الحال بالنسبة للمغرب الذي صدر أزيد من 1500 مقاتل إلى العراقوسوريا، فهناك 42 بلدا صدرت أكثر من 100 مقاتل انضموا سواء إلى تنظيم داعش أو تنظيم القاعدة. وفي الوقت الذي تمكنت فيه العديد من الدول العربية من الحد من تدفق المقاتلين إلى العراقوسوريا، فقد رصدت المذكرة ارتفاعا وصفته بالحاد في عدد المقاتلين القادمين من الدول الأوروبية والآسيوية، وتراوحت نسبته بين 70 و300 في المائة بالنسبة للدول الآسيوية على الخصوص. وحاولت المذكرة أن تقدم صورة عن طبيعة الأشخاص الذين ينضمون لصفوف داعش أو القاعدة خصوصا أولئك القادمين من الدول الأوروبية، ذلك أن أغلب المقاتلين القادمين من أوروبا "كان لهم سجل إجرامي سابق وتورطوا في جرائم صغيرة"، يقول التقرير الذي لفت إلى أن فرنسا وبريطانيا تواجهان حاليا عصابات تقوم بتجنيد المقاتلين الشباب انطلاقا من الثانويات، الأمر الذي يفسر أن الداخلية الفرنسية كشفت أن 500 تلميذ فرنسي يقومون بالبحث عن طريقة للانضمام لداعش. وتحدثت اللجنة الأممية التي أشرفت على إعداد المذكرة عن تحول ليبيا إلى ساحة لتدريب المقاتلين الأجانب قبل انضمامهم للمجموعات المقاتلة في سورياوالعراق. وأفاد التقرير في شق آخر أن "تنظيم داعش في ليبيا بدأ بتأسيس ولاية في برقة وتحديدا في مدينة درنة ثم توجه لاعلان ولاية فزان في الجنوب الليبي ومن ثم ولاية طرابلس والتي يبدو أن التنظيم أنشأ أساس تنظيم محكم هناك، بدأت بالدخول إلى أسواق العاصمة الليبية والقيام بعمليات الحسبة والتخلص مما يعتبره مظاهر للانحطاط الأخلاقي منذ نوفمبر الماضي، وليظهر في مناسبتين متتاليتين بدموية كبيرة في هجوم فندق كورونثيا ومن ثم عملية ذبح المصريين والتي صورت بمثل الطريقة الهوليودية التي صورت بها عمليات الذبح في الرقة بسوريا. وتابع "هناك دلائل ميدانية ومتطابقة تثبث أن بلمختار، واحد من أخطر الإرهابيين الجزائريين والذي نشط في شمال مالي، وانتقل إلى ليبيا ليتفادى اعتقاله أو قتله، ومن الأراضي الليبية يطمح إلى السيطرة على الساحل".