قدمت، أمس، محكمة جنايات العاصمة، شابا في العقد الثاني للمحاكمة، وهو بائع خضر، عن ارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في وقائع قضية جلسة خمر وتعاطي المهلوسات احتضنتها مزرعة بالمعهد الوطني للزراعة بواد السمار انتهت بجريمة قتل بررها الجاني بالدفاع عن شرفه. ومن خلال مثول الجاني للمحاكمة، تبين أن اكتشاف وقائع هذه القضية بناء على نداء ورد إلى مصالح أمن ولاية الجزائر، منتصف شهر مارس 2014، يكشف عن العثور على جثة ملقاة بمنطقة "الزرعة"، إحدى مزارع المعهد الوطني للزراعة بالمكان الجميل بواد السمار. وفور تنقل أفراد الأمن إلى المكان تمت معاينة الجثة وهي غارقة ببركة من الدم، وعليها آثار جرح عميق على مستوى الجمجمة، كما تم تحديد هوية صاحبها ويتعلق الأمر بالمدعو (ي.س) في عقده الرابع. وكشف الطبيب المعاين للجثة أن دواعي الوفاة هي تلقي الضحية ضربة على الرأس مع الخنق. وقصد الكشف عن الفاعل وتداعيات هذه الجريمة، تنقلت مصالح الأمن إلى محل إقامة الضحية وتعرفت على هوية الجاني بفضل شهادة ابن شقيقة المجني عليه، ويتعلق الأمر بالمدعو (ب.ا) أحد جيران الضحية وعمره 20 سنة، حيث أكد الشاهد أنه وبيوم الواقعة وبعد تأخر خاله في العودة إلى المنزل، حثته والدته على البحث عنه، وخلال البحث عنه لمحه رفقة الجاني، مضيفا أنه طلب من خاله مرافقته إلى النزل غير أنه رفض وراح يوجه له عبارات سب وشتم وهو تحت تأثير المشروب الكحولي، ليعود بمفرده إلى المنزل قبل أن يخطره رفاقه بالعثور على خاله جثة هامدة ولدى تنقله للتأكد من الأمر شاهده ميتا وفوق رأسه صخرة والدماء تحيط به. واستمرارا للتحريات تم توقيف المشتبه فيه الذي أكد أنه هو فعلا من أجهز على الضحية وأنه كان في حالة دفاع عن النفس بعد محاولته التعدي عليه جنسيا، ليضيف أن ذلك تم في حدود الساعة التاسعة ليلا بعدما اجتمعا سويا على جلسة سمر لتعاطي الخمر والمؤثرات العقلية، حيث حاول خنقه إلا أنه لم يتمكن من التخلص منه فلم يكن أمامه من حل حينها سوى الاستعانة بالصخرة التي كانت بالقرب منه ليوجه بها ضربة لرأس الضحية أردته قتيلا، وهي التصريحات التي أقر بها الجاني لدى محاكمته.