التوجه إلى الفيلم القصير في البلدان العربية يرتبط بضعف الميزانيات الضيوف العرب لم يطلبوا أموالا واشترطوا عدم لقاء وسائل الإعلام! أوضح محافظ مهرجان وهران للفيلم العربي إبراهيم صديقي أن نجوم الدورة الثامنة لم يطلبوا فلسا واحدا نظير مشاركتهم في المهرجان ولكنهم اشترطوا عدم لقاء الإعلاميين، مضيفا أن سبب غياب الكثير من الأسماء الفنية والأدبية التي كان يفترض وجودها في وهران على غرار نور الشريف والمخرج المصري علي بدرخان والكاتب جمال الغيطاني، إلى المرض الذي كان "الخصم الأكبر لهمم". وراح المتحدث يجيب عن أسئلة الصحفيين التي صبت أغلبها حول سوء تنظيم الدورة التي يرأسها صديقي لأول مرة، وحول الكثير من الهفوات والغلطات التي وقع فيها المحافظ الجديد. وهنا رد بقوله إن دورته جاءت بعد فراغ تم تسجيله في دورات سابقة، وإنه سيعمل جاهدا في لاحقا على تدارك الأخطاء التي وقع فيها هذا الموسم، وذلك من أجل التأسيس لمهرجان قام بذاته ومستقل بشخصيته العربية. وعن ميزانية المهرجان قال صديقي إنها نفسها التي منحت في الدورات السبع السابقة، مشيرا إلى أن الدورة الاستثنائية لمهرجان وهران التي كانت أقرتها الوزيرة السابقة للثقافة نادية لعبيدي في إطار "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، قد تنظم نهاية العام لكنها ستكون "دورة للعروض" وليست للمنافسة، موضحا "يجب طرح سؤال ما الجدوى والهدف من هذه الدورة". وأوضح المتحدث أيضا أن الدورة الثامنة لمهرجان وهران سجلت إضافة مكاسب هامة منها الملتقى الدولي حول "الرواية والسينما" والمعرض العربي للسينما والتلفزيون وورشات لكتابة السيناريو، ونشاطات أخرى منها اجتماع اتحاد المنتجين العرب وآخر لرؤساء المهرجانات العربية للفيلم و"كاستنيغ للشباب". كما قدم اتحاد المنتجين العرب ضمانات حتى يتسنى بث الفيلم الجزائري في البلدان العربية، وفق صديقي الذي أشار إلى أن المعرض العربي للسينما والتلفزيون المنتظم على هامش المهرجان يشكل "اللبنة الأولى لإنشاء سوق عربية للسينما". واعتبر نفس المتحدث هذه الدورة بالناجحة "بالنظر إلى الجمهور التي اكتظت به قاعات السينما"، معترفا بتسجيل بعض النقائص، حيث تعد المسؤوليات متقاسمة. وبخصوص الأفلام المدرجة في المنافسة؛ أشار إبراهيم صديقي إلى أن الاختيار كان صعبا، حيث كان يتعين تحديد 38 عملا لجميع الفئات من مجموع 350 فيلما مرشحا. من ناحية أخرى، لاحظ محافظ المهرجان أن "التوجه الكبير الحالي إلى الفيلم القصير في البلدان العربية يرتبط بضعف الميزانيات الممنوحة والحاجة لطرح بعض المواضيع، خصوصا تلك المتصلة ببعض الأحداث السياسية في العالم العربي". وأعلن المحافظ عن مبادرة أخرى يجري التفكير بشأنها وهي تنظيم مهرجان الأفلام العربية التي تحصلت على جوائز في مختلف التظاهرات الدولية.