عاشت العيادة متعددة الخدمات ببلدية البوني في عنابة ليلة أول أمس، حالة من الغليان بعد خروج السكان في حركة احتجاجية عارمة تنديدا بوفاة شاب في الثلاثينات من العمر بمصلحة الاستعجالات بسبب غياب الطبيب المناوب. وطالب المحتجون الذين أقدموا على تخريب أجزاء من مقر العيادة عن طريق الرشق بالحجارة قبل أن تسيطر قوات الأمن على الوضع بفتح تحقيق في الحادثة ومحاسبة ''الجهات المستخفة بأرواح وصحة المواطنين''. وأكد سكان مدينة البوني أن المناوبة الليلية بالعيادة المذكورة تكاد تكون منعدمة بفعل الغيابات المتكررة للطاقم الطبي المناوب رغم الشكاوى المودعة لدى مديرية الصحة على حد تعبيرهم. وكاد الوضع الأمني أن ينفلت أمس لولا تدخل المصالح الأمنية في الوقت المناسب لتفريق المحتجين. من جهته، أكد مصدر مسؤول من إدارة العيادة أن اتهامات المواطنين باطلة على خلفية أن الشاب المريض لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى العيادة، معترفا في نفس الوقت بتغيب الطبيب المناوب ليلة أول أمس، في انتظار ما سيسفر عنه تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة. من جهة أخرى، انتفض سكان حي سيبوس يوم أمس بقطع الطريق الوطني رقم 44 المؤدية إلى ولاية الطارف عبر مطار رابح بيطاط الدولي تنديدا بتماطل السلطات المحلية في الإفراج عن قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي، خاصة أن الحي يحصي المئات من السكنات الهشة والفوضوية. وشلّ مئات المتظاهرين ومعظمهم من الشباب الحركة المرورية باتجاه المطار بوضع الحجارة والمتاريس وتشكيل درع بشري من الأطفال على مستوى الطريق السريع الذي تستعمله كذلك الشاحنات والمركبات كمدخل رئيسي إلى الميناء لأزيد من ساعتين. ويتهم المحتجون مصالح دائرة عنابة وديوان الترقية والتسيير العقاري بتوزيع حصة 100 مسكن اجتماعي بطريقة مشبوهة وغير شفافة، حيث يسمع في كل مرة عن ترحيل عدد معين من العائلات في سرية تامة عادة ما تتم ليلا دون نشر قائمة المستفيدين علنا -حسب السكان- خاصة بعد الترحيل الأخير لبعض العائلات من بناية منهارة بذات الحي. واستغل الشباب الغاضب هذه الحركة الاحتجاجية للتنديد بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بصفة شبه يومية مع ما ينتج عنها من خسائر كبيرة في الأجهزة الكهرومنزلية للمواطنين، محملين المسؤولية الكاملة للسلطات المحلية وشركة سونلغاز بعد أن أهملت السلطات ذاتها كل الشكاوى والنداءات التي وجّهوها سابقا إضافة إلى تصرفات رئيس الدائرة مع مختلف شرائح السكان، والذي يرفض -حسبهم- في الكثير من المرات استقبالهم والاستماع إلى انشغالاتهم ما أدى إلى اغتنام الفرصة من طرفهم لإسماع نداءاتهم بالطرق العنيفة بعد أن نفد صبرهم وعدم جدوى الطرق السلمية. ويعد حي سيبوس من أقدم الأحياء الشعبية في بلدية عنابة، حيث يحصي المئات من البنايات القديمة المهددة بالانهيار، إضافة إلى العشرات من السكنات الفوضوية والقصديرية خاصة بالواجهة البحرية المحاذية لطريق الميناء، إذ تقضي عديد العائلات حياتها في ظروف لاإنسانية وتعبر في كل مرة عن سخطها بالنزول إلى الشارع للفت انتباه السلطات المحلية.