تسهيلات غير قانونية لمستوردي "الخردة" رفعت لجنة العلاقات الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني، تقريرا أسود للسلطات العمومية، حول موانئ ومطارات الجزائر، حيث أكد التقرير أن الموانئ والمطارات التي زارها الوفد تعاني من "ثغرات أمنية"، ناهيك عن "تواطؤ" بعض أعوان الجمارك في انتشار "البزناسية" ومستوردي "الخردة". وطالبت اللجنة من السلطات العمومية بفتح تحقيق بخصوص ما يحدث لقطاع النقل. وقامت اللجنة برئاسة بوعلام بوسماحة، بزيارات تفقدية لكل من مطاري ومنائي وهرانوتلمسان للوقوف على ظروف استقبال الجالية. وحسب الوثيقة التي تلقت "البلاد" نسخة منها، فإن مطار وهران وصفه التقرير أنه "لا يصلح أن نسميه مطارا دوليا أو حتى مطارا"، مؤكدين أنه يسيء لسمعة المدينة، من خلال ظروف الاستقبال للجالية، كما تحدث التقرير عن "ثغرة أمنية كبيرة" تتمثل في عدم وجود كاميرات المراقبة بقاعات التفتيش ما يطرح عدة تساؤلات من طرف اللجنة البرلمانية، زيادة عما وصفته "سوء تنظيم الطابور وتصميمه الحلزوني غير العلمي"، الذي يتعب المسافرين بعد مشقة السفر. وبخصوص ميناء وهران، أكد التقرير الذي وجهه النائب نور الدين بلمداح، ممثل الجالية في أمريكا وأوروبا، أن الميناء لم يتغير فيه شيء رغم الوعود الكثيرة وشكاوى الجالية، حيث لفت التقرير أيضا إلى خلو قاعات التفتيش من كاميرات المراقبة، بالإضافة ل«التضييق" على الداخلين لأرض الوطن من الجالية القادمة بسياراتهم. وأسوأ من ذلك ذكر التقرير "البزناسية الراجلين الحاملين للحقائب والسلع وتجار الشنطة يمرون كالعادة بسهولة ويدخلون ما يشاءون من سلع وألبسة وأحذية مستعملة وحتى الخردة التي تجمع من المزابل"، ويؤكد التقرير أن هذا يتم ب«تواطؤ مع بعض أعوان الجمارك الذين هم شركاء للبزناسية في أرباح السلع التي تمر على الميناء". كما دق الوفد الذي زار مطار تلمسان ناقوس الخطر لعدم توفر كاميرات المراقبة، فيما وصف ميناء الغزوات بأنه "يصلح لكل شيء عدا أن يكون ميناء أو محطة بحرية لنقل المسافرين"، كما سجلت غياب مدير الميناء، وهو ما جعل من الوفد البرلماني مطالبة من كل وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ووزير الداخلية والجماعات المحلية، ووزير النقل، والمدير العام للأمن الوطني والمدير العام للجمارك الجزائرية، بفتح تحقيق كل مختلف التجاوزات التي تم تسجيلها. واختتم التقرير بالتأكيد على أن الجالية الجزائرية بالمهجر يتم استقبالها في ظروف "جد سيئة" بمطار وميناء وهران والغزوات، وطالبت اللجنة من السلطات العمومية بتوفير الإمكانات اللازمة ووضع كاميرات المراقبة بشكل استعجالي، كما دعا المدير العام للجمارك إلى أن يعمل على تحسين أداء أعوان الجمارك المكلفين باستقبال الجالية.