علمت ''البلاد'' من مصدر مطلع أن أحد المنتجين السينمائيين الجزائريين عرض على الفنان الكوميدي عثمان عريوات إعادة تمثيل إحدى مسرحياته الاجتماعية في شكل فيلم سينمائي من نوع ''35 ملم'' في حين ترك أمر إخراجه لأحمد راشدي معولا على خبرته· وحسب ذات المصدر فإن راشدي لم يبد بعد موافقته على تولي المشروع الذي يتوقع أن يحقق نجاحا كبيرا، في الوقت الذي رحب ''أب الكوميديا الجزائرية'' عثمان عريوات، كثيرا بهذا العرض السينمائي الذي تزامن مع انتهائه من وضع آخر اللمسات على فيلمه الأخير ''سنوات الإشهار''· ويرصد مشروع الفيلم الجديد في قالب اجتماعي، قصة رجل بدوي غادر الريف رفقة أسرته قاصدا المدينة بحثا عن العمل، وهي المسرحية التي تشبه إلى حد كبير في مضمونها قصة فيلم تلفزيوني أخرجه الحاج رحيم· وتغوص تلك المسرحية في العوالم الجديدة التي اكتشفها الرجل البدوي في المدينة، والتي لم يستطع التأقلم معها ليقرر في الأخير العودة إلى بلدته الريفية، بينما فضل ابنه ''عيسى'' البقاء في المدينة التي أبهره بريقها وحضارتها، غير أن ''البدوي'' بعد عودته صدم لما رآه·· حيث تحولت بلدته إلى قرية حديثة هدمت فيها جميع المساكن الريفية واستبدلت بأخرى حديثة لم يجد منها نصيبه·من ناحية أخرى، يعتبر الفنان عثمان عريوات من رموز الجيل الثاني للسينما الجزائرية، حيث برز في بداية التسعينات من القرن الماضي وازدادت شهرته بعد وفاة الفنان حسن الحسني لكونه أراد الاقتراب من نموذجه في التمثيل باختيار الشخصية الريفية· ورغم ارتباط اسمه بالسينما، إلا أن عريوات يملك باعا طويلا في المسرح الذي دخله مع نهاية الخمسينات رفقة عدد من رموز ''أبي الفنون'' في الجزائر، حيث مثل العديد من الأعمال رفقة الفنان المسرحي عمر طيان، إلى جانب مشاركاته العديدة في الأعمال المسرحية التي قدمت عبر الإذاعة الجزائرية· وشهدت السنوات الأخيرة غيابا شبه تام للفنان ليعود بعدها عبر مشروع فيلم سينمائي تحت عنوان ''سنوات الإشهار'' الذي يطمح من خلاله إلى العودة بقوة والوصول إلى ''العالمية'' بعد تجاوز حدود المحلية الضيقة للسينما الجزائرية، غير أن هذا الفيلم الذي استغرق سنوات لإنجازه عرف تغييرات عديدة في عنوانه، فمن ''سنوات الإشهار'' إلى ''العرش'' ف''العرش الأحمر'' والاستقرار على ''سنوات الإشهار'' في الأخير، حيث يصور من خلاله العديد من المظاهر المرتبطة بالمجتمع الجزائري، والأزمة الأمنية التي مرت بها البلاد·