جنازة مهيبة للضحية قيرع وعودة الاشتباكات في حي الشيخ الحاج أكد وكيل الجمهورية لدى محكمة غرداية، ياسين منقلاتي، أن عملية توقيف عديد الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم في الاشتباكات التي شهدتها بريان وڤرارة مؤخرا، قد تمت وفق قوانين الجمهورية واحترام الدستور في إطار تحقيق قضائي. وأوضح منقلاتي لدى تنشيطه لقاء صحفيا، أن مجموع الموقوفين تم التعامل معهم بما يتوافق مع كرامة الإنسان والقانون الساري المفعول. ولدى حديثه عن المتهم الموقوف المدعو فخار كمال الدين، أكد المسؤول أنه يتلقى ذات المعاملة التي يتلقاها باقي الموقوفين، مشيرا إلى أنه استقبل أفرادا من عائلته وتحدث إلى زوجته عن طريق الهاتف، مؤكدا تطبيق الضمانات الدستورية والقانونية للموقوف مهما اقترف من أعمال تخريبية وإرهابية أو حرض عليها وذلك تحت حراسة النيابة. من جهة أخرى، أعلن بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، أن مصالح الشرطة بولاية غرداية تمكنت خلال الأيام الأخيرة من توقيف شخصين، أحدهما يبلغ من العمر 29 سنة ويشتبه في تورطه في قضايا تتعلق بتكوين جماعة أشرار ومحاولة القتل العمدي والتجمهر المسلح. فيما يشتبه في الموقوف الثاني صاحب ال50 عاما، تورطه في قضية قتل شخص آخر خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض شوارع غرداية. من جهة أخرى، شيّع أمس الغرداويون القتيل محمد قيرع إلى مثواه الأخير، والذي مات متأثرا بجروح أصيب بها خلال المواجهات الأخيرة، حيث اقيمت الجنازة في جو مهيب بمقبرة سيدي عبد القادر، لينضم الضحية إلى قائمة الضحايا الذين ودعتهم الولاية مؤخرا. بينما عرفت المنطقة عودة الحياة مجددا بعدما قام التجار بإعادة فتح محلاتهم المغلقة منذ أيام. أما بالنسبة لأولئك الذين تضررت محلاتهم بسبب عمليات الحرق والتخريب والنهب التي رافقت الاشتباكات، والمتمثلة في محلات المواد الاستهلاكية، النجارة، تشحيم وتغسيل السيارات والمخابز، فوجدوا أنفسهم دون عمل، حيث ينتظر المئات منهم أن تتحرك السلطات لإنقاذهم من شبح البطالة من خلال منحهم تعويضات تمكنهم من إعادة تهيئة محلاتهم المتضررة. وحسب مصادر "البلاد"، فإنه الى غاية الآن لا يوجد أي شيء ملموس حول التعويضات التي طالب بها أعيان المنطقة وتعهدت الحكومة بالاستجابة لها. وأضافت المصادر ذاتها، أن العائلات المنكوبة والتي تعرضت منازلها للتخريب والحرق والسرقة، لا تزال موجودة على مستوى 5 مدارس عمومية وهي متوسطة ابن خلدون، ابتدائية الحاج عمر بن يحي، ابتدائية الطاهر شوشان، ابتدائية أحمد سلامة، وتعاني أوضاعا كارثية بينهم أطفال ونساء، مشيرة إلى أن بقاءهم لمدة طويلة هناك من شأنه أن يهدد الدخول المدرسي القادم، في حال لم تتدخل الحكومة لحل الأزمة، وهو ما عرفته المنطقة عند اندلاع الأزمة في 2013.