كيف تحتمل النساء العربيات من المحيط إلى الخليج مشاهدة مسلسل يتجاوز عدد حلقاته ال 200 بنفس الأبطال والقصة البسيطة والمكررة أحيانا؟ أسباب كثيرة جذبت النساء العربيات إلى المسلسلات التركية، قبل أن تنجح هذه المسلسلات في تحويل تركيا إلى وجهة سياحية يعشقها العرب. الحب.. ثم الحب الرومانسية هي كلمة السر في جذب النساء إلى تلك المسلسلات، حتى لو شاهدت المشهد الرومانسي بين البطلين أكثر من مرة في كل حلقة، تظل تنتظر الحلقة التالية لتشاهد ماذا سيقول مهند لسمر؟ وما هو الموقف الذي سيجمع كريم بفاطمة؟ حتى المسلسلات التاريخية ك "حريم السلطان" حبست أنفاس العربيات لمتابعة المكائد والغيرة بين نساء السلطان سليمان وقصة حب ذلك الفارس لجاريته. تركيا الساحرة تعد المشاهد الخارجية التي أبرزت المناظر الطبيعية والمعالم السياحية في تركيا ضمن أهم العوامل التي أنجحت الدراما التركية في الوطن العربي. إذ عادةً ما يركز مخرجو هذه الأعمال على تنوع مناطق التصوير بين البحار والخضرة والجبال، وتجول الكاميرا بين تلك المناظر الخلابة ببساطة ونعومة. وسامة مهند وابتسامة كريم رغم عدم تميز الأتراك بالملامح الأوروبية الشقراء، إلا أن مهند كان سفير الوسامة للمسلسلات التركية، بينما كانت ملامح كريم ويحيى وغيرهم أكثر قرباً للملامح العربية والشرقية التي أقنعت العربيات بأن الرومانسية تليق بهنّ أيضاً! الدوبلاج باللهجة السورية قربت دبلجة الحوار في المسلسلات التركية باللهجة السورية من المجتمع العربي، إذ أثبتت نجاح التجربة بالمقارنة مع الترجمة النصية المعتادة للأفلام الأجنبية. من يكره الموضة؟ نادراً ما تجد امرأة تكره الموضة والملابس، هذه المرأة لن تتابع المسلسلات التركية. أما النسبة المتبقية، فقد وقعت في حبها منذ سنوات، حتى أصبحت تركيا وجهةً النساء لشراء الملابس الأنيقة. عادات الأتراك القريبة من المجتمع العربي كثير من العادات التركية قريبة للمجتمعات العربية، كليلة الحنة والزفاف، واجتماعات النساء لشرب الشاي والقهوة، وغيرها من العادات الشرقية المحافظة، والتي جعلت من القضايا المطروحة في الدراما التركية قريبةً مما تعيشه العربيات. الدفء الأسري يفتقد المشاهد العربي حالة الدفء الأسري التي تقدمها جميع المسلسلات التركية في الكثير الأعمال الدرامية العربية، ما يدفع المرأة العربية لتعويضها من خلال متابعة الدراما التركية. ديكور جديد ومختلف المسلسلات التركية أقحمت الأثاث الأبيض بدرجاته في الكثير من مشاهدها، مدخلةً بذلك شكلاً يختلف عن الأثاث العربي التراثي المتعارف عليه، أو الأثاث المذهّب المنتشر في كثير من البيوت العربية. الهروب من الكآبة تبارزت المسلسلات العربية في السنوات الأخيرة في جرعة "النكد" والبكاء والفقر وقضايا الرشوة والفساد والعنف، في حين أن مشاهد الفقراء في الدراما التركية ظهرت بصورة بسيطة وغير مستفزة، ورغم احتواء المسلسلات التركية على بعض مشاهد العنف إلا أن جرعة الرومانسية الزائدة كفّرت عن هذا "الذنب". مسلسلات نظيفة تخلو معظم المسلسلات التركية من المشاهد الساخنة أو المثيرة على عكس بعض المسلسلات العربية التي باتت المشاهد والتلميحات الجنسية أمراً معتاداً فيها.