أعلنت السلطات التونسية عن عزمها بناء سياج إلكتروني دعماً للساتر الترابي الذي سيقام خلفه خندق مائي لمنع تسلل المتطرفين بين البلدين. وأكد وزير الدفاع التونسي، فرحات الحرشاني، خلال كلمة ألقاها في اجتماع بمجلس النواب التونسي أن الحاجز الأمني الدفاعي على الحدود الفاصلة بين ليبيا وتونس لن يكون في شكل جدار عازل بين البلدين الشقيقين. ويشار إلى أن مليشيا إرهابية يقودها أبو عبيدة الزاوي تابعة لفجر ليبيا هددت في وقت سابق بتدخل مسلح إذا ما أصرت تونس على بناء الجدار العازل. إلا أن السلطات التونسية سعت أخيراً إلى الحصول على دعم دولي من أجل بناء الجدار العازل، كان أبرزه عرض السلطات الألمانية المساعدة في بناء الجدار، كما أن الحرشاني كشف، خلال تصريحاته، أن السياج الإلكتروني سيكون مدعوماً من قبل المجتمع الدولي. وفي الأثناء، قال الوزير التونسي المكلف بالعلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني ، كمال الجندوبي إن بلاده علقت نشاط 80 جمعية يشتبه في صلاتها بالإرهاب وعلاقات مع "جماعات تكفيرية" في حملتها للتضييق على المتشددين الذين يهددون أمن البلاد. وأشار الجندوبي، إن السلطات أحصت 157 جمعية "تحوم حولها شبهة الإرهاب والعلاقات مع الجماعات التكفيرية"، لافتًا إلى تعليق نشاط 80 جمعية، ومطالبة 83 أخرى بتسوية أوضاعها القانونية، بالإضافة إلى حل عدد آخر من الجمعيات بقرار قضائي. وتابع "يقع في مرحلة التنبيه على الجمعية بتسوية الوضعية ثم مرحلة تعليق النشاط في غضون شهر من التنبيه الأول وبعد ذلك حلها نهائيًا بمقتضى قرار قضائي". وأكد الجندوبي ضرورة اعتماد استراتيجية واسعة لمحاربة الإرهاب، معتبرًا أن الجهود التي بذلت في الفترة السابقة "آتت أكلها وسجلت نجاحات في مستوى العمليات الاستباقية وتتبع الخلايا النائمة". من ناحية أخرى، التقت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين التي تزور تونس أمس، الرئيس الباجي قائد السبسي، كما اجتمعت مع نظيرها التونسي فرحات الحرشاني. ولم ترشح حتى الآن أية معلومات عن ما دار في الاجتماعين. وكانت أورزولا فون دير لاين عرضت على تونس في وقت سابق اليوم تعزيز التعاون العسكري معها وذلك عقب الهجمات التي استهدفت سائحين في الدولة الواقعة شمالي أفريقيا. ولدى مخاطبتها نواب برلمانيين في العاصمة تونس التي تزورها حاليا، قالت أورزولا "المهم بالنسبة لي هو ما تحتاجونه لمكافحة الإرهاب بصفتكم شركاء لنا، ألمانياوتونس يمكنهما إصدار إشارة مهمة من خلال مشروعات مشتركة".