شباب يُمضون الليل بالشاطئ وعائلات تفضل المبيت في العراء على غير العادة، أطل علينا فصل الصيف هذه السنة، بظروف طبيعية ومناخية أجبرت العديد من المواطنين سواء في الولايات الساحلية أو الداخلية، على انتهاج نمط تعايش فرضه واقعان أحدهما كان مكملا للآخر، فسكان الشمال يعانون من ارتفاع في نسبة الرطوبة، وسكان المناطق الداخلية والجنوبية يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة، أضف إلى ذلك مشكل انقطاع التيار الكهربائي خصوصا في بلديات العاصمة التي تشهد استهلاكا واسعا. ارتفاع الرطوبة والحرارة على غير العادة لم تكن الأيام الماضية ولا حتى التي نعيشها هذه الأيام عادية بالنسبة للمواطنين بمختلف ربوع الوطن، حيث يكاد يجمع أغلبهم إن لم نقل كلّهم، على أنّ الصيف هذه السنة يمر في ظروف غير عادية ولم تشهدها البلاد منذ حوالي ال8 سنوات، خصوصا في المناطق الساحلية، حيث ارتفعت نسبة الرطوبة لدرجات قياسية بلغت في مرّات عديدة نسبة المائة بالمائة، وهو أمر نغّص حياة المواطنين خصوصا من ذوي الأمراض المزمنة. المبيت في العراء للتخفيف من حدّة الرطوبة والحرارة وعلى غير العادة، وهروبا من واقع الارتفاع الجنوني للرطوبة، فضل الكثير من المواطنين الذين لم يتحملوا ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خصوصا ممن لم تسنح لهم فرصة شراء مكيف هوائي، الانتقال إلى المساحات الخضراء وشواطئ البحار وحتى في حدائق العمارات، من تمضية الليالي قصد التخفيف من تأثير الرطوبة والحرارة التي ألهبت البيوت في محاولة منهم إيجاد بعض النسيم والاستفادة من سويعات قليلة في النوم بدل التخبط في البيت، خصوصا من قبل الشريحة التي تعاني من أمراض مزمنة كضيق التنفس وأمراض الضغط الدموي والسكري. شباب يمضي الليل سهرانا في الشاطئ إلى غاية الفجر ومما لفت الانتباه هذه السنة، تفضيل العديد من الشباب الجزائري وكذا ممن قدموا من الولايات الداخلية، تمضية الفترة المسائية وكذا الليل بكامله على شاطئ البحر، حيث تراهم ينصبون خيما مختلفة وشمسيات تحيط بها أغطية وأفرشة لتوفير بعض الخصوصية، وبعدها يعمدون للسمر واللعب رغم قلّة الإمكانات والمرافق العمومية بهاته الشواطئ، وأقلها المراحيض العمومية ونقاط الأكل السريع، وهو ما دفع بعديد الشباب إلى الاستمتاع بقعدات الشواء التي أصبحوا يتفنون في تحضيرها بمختلف الطرق. انقطاع الكهرباء يؤدي إلى احتراق 15 ألف مكيّف هواء تشهد العديد من أحياء العاصمة انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي لأكثر من شهر، مما أدى إلى استياء السكان من تواصل مدة هذا الانقطاع خاصة أمام ارتفاع درجات الحرارة، أين أصبحت المكيفات الهوائية أكثر من ضرورة، وأكد بعض قاطني هذه البلديات بأن الانقطاعات أدت إلى فساد العديد من اللوازم المنزلية الإلكترونية كالثلاجات ومكيفات الهواء. وشهدت أحياء بلديات العاصمة على غرار حسين داي، باش جراح المقرية، وواد أوشايح انقطاعا في التيار الكهربائي، إضافة إلى الانخفاضات المتكررة كل خمس دقائق ويوميا منذ قرابة الشهر وهو ما جعل سكان هذه الأحياء الشعبية يبدون تذمرهم، رافعين شكواهم إلى المؤسسة العمومية للكهرباء والغاز "سونالغاز"، حيث وفي كل مرة يتصل فيها سكان هذه الأحياء يلقون تبريرات متعددة وأحيانا لا يتم الرد عبر الهاتف الخاص بالمؤسسة. من جهته، أحد قاطني حي المقرية التابعة لبلدية حسين داي، بأن انقطاع الكهرباء يصل إلى أزيد من الساعة والنصف بعد انقطاعات متكررة خلال الأيام الأخيرة مما أدى إلى احتراق قرابة ال15 ألفمكيفا هوائيا. وكان الرئيس المدير العام لوحدة التوزيع للعاصمة شعبان مروان قد طمأن خلال ندوة صحافية شهر ماي الفارط أن "فصل الصيف 2015 سيكون دون مشاكل مقارنة بالانقطاعات المتكررة التي عرفتها صائفة 2012، مشيرا إلى أنه لتفادي انقطاع الكهرباء شرعوا في إنجاز 100 مركز محول، إضافة إلى إنجاز 200 كلم من الشبكة لتعزيز الشبكة الحالية من أجل تفادي ما حدث في صائفة 2012"، الأمر الذي زاد من تساؤل السكان الذين لم يروا من هذه المحولات شيئا جديدا.