أكد وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، أنه "لا تزال هناك خطوات يجب القيام بها" في إطار مسار الحوار الليبي قصد تجنيب ليبيا السقوط في "دوامة المجهول". واوضح مساهل في لقاء صحفي عقب لقاء جمع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون وممثلين عن المؤتمر الوطني الليبي العام أن "مشروع الاتفاق الرابع يعد خطوة إيجابية، لكن هناك خطوات يجب القيام بها من أجل استكمال الحوار الليبي الشامل"، مشددا على ضرورة عودة الاستقرار إلى البلد المجاور، محذرا من "مغبة سقوط ليبيا في دوامة المجهول خاصة مع الإرهاب" الذي ما فتئ يتنامى خلال الآونة الأخيرة. كما دعا الأطراف الليبية إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تجاوز الأزمة، معتبرا أن "الجهد الأكبر سيكون من الليبيين أنفسهم"، مجددا وقوف الجزائر إلى جانب الجهود الدولية لايجاد حل توافقي للأزمة اعتمادا على الطرق السلمية. في السياق، كشف رئيس البعثة الأممية إلى ليبيا بيرنادينو ليون أن مسار المشاورات بين الأطراف الليبية سيستأنف مطلع الأسبوع المقبل بمشاركة جميع الأطراف بما فيها المؤتمر الوطني الليبي العام، وذلك بعد اجتماع في الجزائر دام يومين، حضره 15 عضوا بقيادة رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام نوري عبد المحسن الذي كان يرفض مسار المشاورات، مثمنا النتائج التي خلص إليها هذا الإجتماع، في سبيل التوصل إلى انهاء الأزمة التي أضحت تهدد امن ليبيا ودول الجوار. من جانبه قال وزير الشؤون الخارجية الإيطالي باولو جانتيلوني إنه تقدم بطلب إلى المؤتمر الوطني العام الليبي من أجل العودة إلى طاولة المشاورات والإسراع في بحث سبل تشكيل حكومة وحدة وطنية في أقرب الآجال، لأن التأخير لا يصب في مصلحة ليبيا، وهو ما تدافع عنه الجزائر يقينا منها بأن تشكيل حكومة توافقية هو الحل الوحيد لإعادة بعث الدولة ومنه القضاء على الارهاب. وأضاف السويحلي، أن وفد المؤتمر أثبت خلال الاجتماع، أن مسودة الاتفاق السياسي هي الأصل والملاحق هي الفرع ولا يمكننا مناقشة الفرع إذا كنّا معترضين على الأصل الذي لم يؤخذ بتعديلاتنا الجوهرية عليه، موضحا أن وفد المؤتمر أبدى استعدادا لمناقشة بدائل عملية للمسودة الجدلية تضمن الوصول إلى حل حقيقي قابل للتطبيق، مجدداً تأكيده على أنّ استمرار بعض الأطراف الدولية في سياسة تغليب طرف على آخر لن يؤدي إلى التوافق المطلوب لهذه المرحلة، بل سيزيد الوضع تعقيدًا ويُقلل من فرص نجاح تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا". وكانت الجزائر، قد احتضنت جولة من المشاورات بحضور الوزير عبد القادر مساهل، ووزير الخارجية الايطالي باولو جانتيلوني، جمعت ليون وممثلين عن المؤتمر الوطني الليبي العام لمناقشة سبل تعزيز عملية الحوار في ليبيا استمرت يومين، حيث تناولت "سبل تعزيز مسار الحوار في ليبيا". من جهته، كشف عضو المؤتمر الوطني العام الليبي "المنتهية ولايته" عبد الرحمن السويحلي، أن الاجتماع الذي عقد في الجزائر مع المبعوث الاأمي إلى ليبيا تناول متطلبات عودة فريق المؤتمر إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على آلية استمرار الحوار، مشيرا إلى أن الاجتماع ناقش المبادئ العامة والثوابت الوطنية التي لا يمكن التفاوض عليها أو التنازل عنها.