فضّلت الأحزاب الكبرى على غرار جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، الاستغناء عن تقليد الجامعة الصيفية هذا الموسم والتي عادة ما تنظمها الأحزاب السياسية خلال العطلة الصيفية وتكون محطة للتلاقي ومناقشة آخر المستجدات على الساحة السياسية الوطنية وإبراز المواقف منها، بينما بقيت بعض الأحزاب وفية لهذا التقليد، وقد برمجت جامعاتها الصيفية في النصف الثاني من شهر أوت الجاري وبداية شهر سبتمبر. عقدت حركة النهضة جامعتها الصيفية قبل أسابيع بولاية جيجل، وستعقد جبهة العدالة والتنمية جامعتها الصيفية أيام 19، 20 و 21 أوت الجاري بالطارف وتخصصها لمناقشة موضوع لم شمل أبناء التيار الإسلامي وفق المبادرة التي أعلنت عنها في الفاتح أوت الجاري مجموعة من كوادر التيار الإسلامي، بينما قرر حزب جبهة القوى الاشتراكية تأخير عقد جامعته الصيفية إلى الثاني والثالث والرابع سبتمبر المقبل بولاية بجاية وسيكون موضوعها "الجامعة الجزائرية". كما قررت حركة مجتمع السلم عقد جامعتها الصيفية أيام 24، 26،254 و 27 أوت الجاري ببرج الكيفان شرق العاصمة، وحسب القيادي في الحزب طيفور فاروق فإن موضوع الجامعية سيكون "تجديد الفكر السياسي هياكل وقيادات"، كما سينظم حزب العمال وجبهة المستقبل جامعاتهما الصيفية أيضا نهاية الشهر الجاري. وبالنسبة للقوة السياسية الأولى في البلاد- حزب جبهة التحرير الوطني – فإن هذا الأمر غير مطروح هذا العام، وقال أبو الفضل بعجي عضو اللجنة المركزية وأحد المقربين من الأمين العام للحزب عمار سعداني في تصريح "للنصر" أمس، أن الآفلان لن يعقد جامعته الصيفية لأن الأولوية بالنسبة إليه في الوقت الحالي هي التحضير لدورة اللجنة المركزية التي ستكون بين 18 و20 سبتمبر و تشكيل المكتب السياسي حتى تستكمل الهياكل القيادية للحزب. من جانبه أوضح الصديق شيهاب المكلف بالإعلام والناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، أن هذا الأخير لن يعقد جامعته الصيفية هذا العام، وأضاف "للنصر" أمس أن هذا التقليد لم يعد معمولا به في الأرندي منذ سنوات، ومعلوم أنه منذ ثلاث سنوات تخلى التجمع الوطني الديمقراطي عن تنظيم الجامعات الصيفية التي كان يعقدها في سنوات سابقة. و نفس الشيء يلاحظ أيضا بالنسبة للحزب العتيد الذي لم يعقد جامعته الصيفية منذ ثلاث سنوات أيضا، خاصة بعدما اشتد الصراع الداخلي فيه غداة سحب الثقة من الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم. ويلاحظ أنه في خضم النقاش السياسي الساخن على عدة جبهات الذي عرفته الساحة السياسية خلال الصيف الحالي بخصوص عدة ملفات، فإن موقف جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي ظل محتشما إن لم نقل غائبا، وظهر ذلك جليا في النقاش الذي صاحب ملفات غرداية بعد تفجر الوضع بها قبل أسابيع على الرغم مما خلفه من عشرات الضحايا و الجرحى ، وكذا بخصوص ملف التدريس بالغة العامة في السنة الأولى والثانية ابتدائي وهو الملف الذي ألهب الساحة السياسية الوطنية على مدى ثلاثة أسابيع، ولم يأت موقف الحزب العتيد سوى قبل أيام على لسان رئيس المجموعة البرلمانية للحزب بالمجلس الشعبي الوطني محمد جميعي، وكذا بالنسبة للتغييرات التي أحدثها رئيس الجمهورية على مؤسسات عديدة في الدولة. و على الرغم من اختيار كل حزب موضوع ما لجامعته الصيفية فبدون شك سيهيمن الوضع السياسي العام على فعاليات هذه الجامعات الصيفية التي تشكل عادة فرصة سياسية وإعلامية للأحزاب وضيوفهم من الشخصيات لإبراز مواقفهم من عديد القضايا.