ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء خلال الأيام الأخيرة ما بين 20 إلى 25 بالمائة دون مبررات واضحة، مما أثار استياء المواطنين، حيث فاق سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج ال400 دج في أسواق العاصمة، فيما يرجع التجار أن يستمر هذا الارتفاع إلى نهاية السنة الجارية بمعدلات تتراوح بين ال20 وال50 دج للكيلوغرام الواحد. وعبّر العديد من المواطنين عن استيائهم من هذا الارتفاع الفاحش في سعر الدجاج، خصوصا أنه يحرم العائلات ذات الدخل الضعيف من إقتناء هذه المادة الأساسية، فيما عبر آخرون استغرابهم من غلاء الأسعار بالرغم من حرارة الصيف التي من المفروض أن تخفض من ثمن الدجاج. وينفي أغلب التجار من جهتهم مسؤوليتهم في هذا الارتفاع الفاحش الذي مس شعبة اللحوم البيضاء، مؤكدين أن الارتفاع مصدره المربين، وهو ما أكده الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين الحاج طاهر بولنوار الذي أفاد بأن السعر المرجعي للكيلوغرام الواحد قد ارتفع عند مربيي الدواجن من 230 دينار إلى 260 دينار خلال أسبوع واحد وهو ما رفع سعر الجملة من 300 دينار إلى 360 دينار ليبلغ سعر الكيلوغرام عند تجار التجزئة ما فوق 400 دينار، أما سعر الكتكوت فقد بلغ 70 دج، بينما بلغ سعر غذاء الدواجن المستورد 4400 دج للقنطار. وعزا بولنوار أسباب هذا الارتفاع إلى أن عدم وفرة الإنتاج الوطني وعدم ارتقائه لتغطية الطلب المحلي واللجوء للاستيراد الذي يؤدي إلى تذبذب الأسعار وارتفاعها في الوقت الذي لا يتعدى إنتاج الجزائر من اللحوم البيضاء ال300 ألف طن، بينما يفوق الطلب المحلي ال400 ألف طن. في المقابل، التزمت جمعية حماية المستهلك، على لسان رئيسها، مصطفى زبدي، بتحميل التجار مسؤولية ارتفاع سعر الدواجن في الأسواق، مؤكدا أن وراء هذا الارتفاع أطماع خبيثة عادة ما يبعثها عدد من التجار تزامنا مع مواسم الأعياد والمناسبات والمناسبة هذه المرة "الدخول الاجتماعي". وجدد زبدي دعمه لإنشاء أسواق مباشرة بين المنتج والمستهلك التي قد تمنع المضاربة في الأسعار وقد عبرت جمعية حماية المستهلك، عبر صفحتها على الفايسبوك، عن تمسكها بإطلاق يوم وطني بدون تسوق احتجاجا على التهاب أسعار الخضر والفواكه وحتى اللحوم بصفة غير مبررة ودون إعلام مسبق، مطالبة بمحاربة مافيا الأسواق التي تتسبب في ذلك، ليكون هذا اليوم خلال الأسابيع المقبلة.