أمريكا تحذر مجدداً من الوضع الأمني في تونس أكد كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون الأمنية، رفيق الشلي اليوم، أن التهديدات الإرهابية مازالت متواصلة، وأن كل التهديدات الواردة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" أو "تويتر" يتم أخذها بعين الاعتبار. وأشار الشلي في تصريح ليومية "المغرب"، في عددها الصادر اليوم، إلى أن التنظيمات الإرهابية تستهدف أمن البلاد، كما أن عمليات تجنيد الشباب التونسي للالتحاق سواء بليبيا أو سوريا مستمرة، وتتمكن وحدات الحرس والشرطة يوميا على الحدود من إيقاف عدد منهم، وهم يحاولون التسلل خلسة إلى ليبيا. وتعيش تونس على هاجس توقع حصول ضربات إرهابية، خصوصا أن البلاد لم تتعاف من الضربة الإرهابية التي استهدفت المنتجع السياحي بسوسة، ونجم عنها سقوط 39 قتيلاً كلهم من السياح الأوروبيين. ويجمع أغلب المحللين على أن الحرب مع الإرهاب تفترض "اليقظة"، وذلك بالنظر إلى حصول تنويع في العمليات الإرهابية، والتي كانت مقتصرة على استهداف الأمنيين وعناصر الجيش، طيلة4 سنوات، قبل أن تتحول لاستهداف المدن، وتحديدا البنية الاقتصادية. ما يعطي قيمة لمثل هذا التحليل هو إقدام الجماعات الإرهابية على استهداف المدنيين، من خلال قتل أحد الأئمة في محافظة القصرين منذ يومين، بسبب أدائه صلاة الجنازة على أمني قتله إرهابيون. كما أعلن الإرهابيون عن توجيه تهديدات لمواقع إخبارية إلكترونية، فقد نشرت صفحة إفريقية للإعلام، الذراع الإعلامية لكتيبة عقبة بن نافع الإرهابية، تهديدا لعدد من المواقع الإلكترونية الإخبارية التونسية، وهو ما نشرته بصفحتها على تويتر. واعتبرت "الكتيبة" عددا من المواقع الإخبارية بمثابة "الذراع الإعلامية لوزارتي الداخلية والدفاع في نشر الأكاذيب والشائعات". ونقل موقع "العربية" عن بعض الصحافيين العاملين في هذه المواقع، "أن وزارة الداخلية اتصلت بهم، وأعلمتهم أنها ستوفّر حماية لهذه المواقع، بتكليف مباشر من وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي". وكانت مواقع إخبارية تونسية أشارت إلى أن كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية، والتي تتمركز بالخصوص بجبال القصرين في غرب تونس، والكاف شمال غرب البلاد، قد تعرضت لخسائر كبيرة استهدفت شل بنيتها العسكرية على أيدي قوات الأمن والجيش التونسي. من ناحية أخرى، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، مواطنيها من مخاطر السفر إلى تونس، ودعت رعاياها المتواجدين بتونس، إلى توخي الحذر ووضع خطط طوارئ خاصة بهم. وأرجعت الخارجية الأمريكية هذا القرار إلى "عدم استقرار الوضع الأمني في البلاد واحتمال وقوع هجمات جديدة". كما دعت الخارجية الأميركية في بيانها "رعاياها إلى تجنب الحشود الكبيرة والمظاهرات حتى تلك السلمية منها والتي يمكن أن تصبح عنيفة وغير متوقعة وإلى توخي الحذر عند ارتياد الأماكن العامة". ويأتي هذا القرار، ليزيد في "عزلة" تونس دولياً، خاصة في ما يتصل بتوافد السياح والمستثمرين، كما يكشف أن تونس أصبحت مصنفة "كبلد خطر"، بسبب تواصل عدم الاستقرار والجاهزية الأمنية، برغم النجاحات التي تحسب للمؤسسة الأمنية في حربها على الجماعات المتطرفة.