اتهمت عائلة دوابشة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي بالتستر على قتلة ثلاثة من أفراد الأسرة حرقا في عملية إرهابية نفذها مستوطنون متطرفون نهاية جويلية الماضي. وتجزم العائلة بأن إسرائيل تتواطأ وتتستر على من حرق منزل العائلة، وهي تزداد قناعة بذلك على خلفية اعتراف وزير دفاع الاحتلال موشيه يعلون بأن أجهزة أمنه تعرف هُوية منفذي العملية المنتمين لجماعات متطرفة، لكنها تمتنع عن تقديمهم للمحاكمة كي لا تكشف مصادرها الاستخباراتية. وقال نصر، شقيق الشهيد سعد دوابشة، إنهم يدركون أن يعلون يريد التستر علي القتلة لدواعٍ انتخابية، مشيرا إلى أن تبريراته مرفوضة، وأنهم يريدون الحقيقة كاملة ولن يقبلوا بأقل من ذلك. وما يعزز نظرية التستر على منفذي العملية أن مرتكبيها تركوا على جدران المنزل شعارات مشابهة في النسق والمضمون لشعارات أخرى كتبت باعتداءات سابقة وقفت من ورائها جماعات استيطانية متطرفة لا تجهلها أجهزة الأمن الإسرائيلية. وقال داني روبينشتاين "من صحيفة هآرتس الإسرائيلية" إن المخابرات لا تحقق بجدية في الأمر، فلو كان الفاعل فلسطينيا لاعتقل فورا، مشيرا إلى أن أعضاء بالحكومة يتماهون مع المستوطنين والاستيطان. من ناحية أخرى، تنتشر في الخليل مئات المعالم الأثرية والتاريخية التي تعكس عصورا زمنية متلاحقة وفي مقدمتها الحرم الإبراهيمي الشريف بين أزقة البلدة القديمة في الخليل، وتتعرض الكثير من هذه المعالم اليوم لإجراءات الاحتلال الإسرائيلية وهجمات مستوطنيه العدوانية من أجل تهويدها. وتعد المدينة القديمة في الخليل واحدة من بين أقدم المدن في العالم، وتضم بين جنباتها تراثا إنسانيا على مر العصور، فقد احتضنت هذه البلدة في عصرها البرونزي الوسيط بناء الحرم الإبراهيمي الشريف الذي يستحضر نبوءة سيدنا إبراهيم عليه السلام ويروي تاريخها بين أركانه. ويشكل الحرم الإبراهيمي أهم معالم البلدة الأثرية الدينية إلى جانب أكثر من أربعين مسجدا انتشرت في أزقة وحارات البلدة التي تشابكت قناطرها وأحجارها بطريقة معمارية متناسقة تعكس فنون العهدين المملوكي والعثماني. لكن هذا الواقع الأثري والتراثي الجميل تحول إلى جحيم في بعض تفاصيله وذلك بفعل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي عقب ما سمي حينها بروتوكول الخليل عام 1997، حيث استولى الاحتلال على الكثير من المواقع الأثرية وحوّلها لخدمة مستوطنيه، وهو ما انعكس واقعا مريرا على الفلسطينيين.