مصادرة خرائط لمواقع نفطية ومراكز أمنية في تسع ولايات تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي بعين ڤزام في ولاية تمنراست مساء أمس الأول، من إحباط محاولة إدخال ترسانة حربية من الأسلحة والذخيرة والمواد المتفجرة تم تهريبها من ليبيا. وتعد هذه العملية الرابعة من نوعها في غضون أقل من شهر بعد أن تمكن الجيش من تدمير عدة سيارات لإرهابيين ومهربين في أقصى الجنوب. وأعلنت وزارة الدفاع الوطني عن أن "العملية تمت إثر دورية استطلاعية لأفراد الجيش الوطني الشعبي قرب الشريط الحدودي بمنطقة عين ڤزام. وتمكنت من اكتشاف مخبأ يحتوي على ثمانية مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وثمانية مخازن مملوءة وكمية من الذخيرة تقدر ب317 طلقة من عيار 7,62 و14,5 ميلميترات، بالإضافة إلى أحد عشر كيسا تحتوي على 275 كليوغراما من مادة الأمونياك. ولم تقدم أمس وزارة الدفاع الوطني تفاصيل دقيقة عن العملية، غير أن مصدرا أكد أن مصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب رصدت قبل عملية المباغتة والحجز، إرهابيين اثنين كانا بصدد استلام الأسلحة، وبعد اشتباك قصير دمرت قوة جوية معززة بوحدة متخصصة في مكافحة الإرهاب، سيارة الإرهابيين التي كانت مموهة، ثم تعاملت قوة ثانية مع سيارتين من نوع "تويوتا ستيشن" كان على متن إحداهما أحد المهربين المعروفين في أقصى الجنوب، وتم ضبط كمية هامة من السلاح الثقيل والذخائر والمتفجرات كانت في طريقها إلى معاقل الجماعات الإرهابية ومصادرة خرائط لمواقع نفطية ومراكز أمنية في تسع ولايات. وعلى صعيد متصل، أعلنت قيادة الجيش حالة الاستنفار من الدرجة الأولى في صفوف الوحدات العسكرية المنتشرة على امتداد الحدود مع ليبيا ومالي، تزامناً مع معطيات عن أن قيادة الجيش بصدد تجديد العمل بنظام المناطق العسكرية المغلقة على كل الحدود مع البلدين. وذكرت المصادر أنه على إثر عملية عين ڤزام قررت قيادة الأركان نشر سبع كتائب عسكرية بولاية تمنراست، كما تم نشر وحدات عسكرية إضافية على الحدود مع ليبيا بعد تردد أنباء عن تسلل مفترض لمجموعة إرهابية تابعة لتنظيم "القاعدة"، تضم أجانب، إلى المنطقة، لتنفيذ عملية إرهابية تستهدف مناطق في الجنوب. كما أمرت قيادة الجيش عناصرها المرابطة على طول الشريط الحدودي الجنوبي بتكثيف عمليات الاستطلاع الجوي للممرات الصحراوية وزيادة عدد الحواجز والكمائن في الطرق والمسالك مع تعزيز نظام الإنذار المخابراتي المبكر ضد العمليات الإرهابية لكي يشمل كل مناطق الجنوب. وتشمل العملية حسب مصادر عليمة ثلاث مناطق صحراوية كبرى، تمتد الأولى في المنطقة الغربية في العرق الغربي الكبير وعرق الشباشب، على الشريط الحدودي مع دولة مالي، أما المنطقة الثانية فهي الشريط الحدودي مع النيجر، أما المنطقة الثالثة، وهي الأكثر نشاطا، فتشمل الشريطين الحدوديين مع النيجر ومع ليبيا.