يوجد عدد من وزراء حزب جبهة التحرير الوطني في حالة غضب شديد من الأمين العام للأفلان عمار سعداني، بسبب عدم اتصاله بهم مباشرة ليخبرهم بالتنقل إلى بعض الولايات للقيام بعمليات تحسيسيسية لصالح مرشحي الحزب، المتنافسين على عضوية مجلس الأمة والتي سيحدد تاريخها لاحقا بين 20 و30 ديسنمبر ويرجع تذمر هؤلاء الوزراء إلى تكليف سعداني مدير ديوانه بذلك اتصل بهم يوم الخميس ما فهموه على أنه تقليل واضح وصريح من مكانتهم الحكومية التي تتطلب على الأقل اتصالا مباشرا من الأمين العام وليس من مدير ديوانه. وقال مصدر مقرب من أحد الذين اتصل بهم مدير ديوان سعداني، أن أعضاء حكومة سلال في قمة الغضب من تصرف الأمين العام، فحسبهم كان عليه أن يكلمهم مباشرة في موضوع المهمة الحزبية باعتبارهم يشغلون مناصب وزارية، وليس تكليف مدير ديوانه بذلك. كما أردف المصدر أن الوزراء لم يتحمسوا كثيرا لفكرة التكليف الحزبي دون حصول سعداني على إذن مسبق من الوزير الأول عبد المالك سلال، أو على الأقل التشاور معه في هذا التكليف الحزبي، كون العديد منهم تربطهم العديد من الالتزمات الحكومية ذات الصلة بانشغالات الدولة، ما يصعب كثيرا التفرغ من أجل أداء المهمة التي أوكلها لهم رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق. ومعلوم أن عمار سعداني فضل عدم تعيين أي وزير في المكتب السياسي الذي أعلن عنه في نهاية أشغال دورة اللجنة المركزية للحزب بسبب شرط تفرغ العضو للعمل الحزبي الذي وضعه من شروط التعين ضمن القائمة. كما أن علاقته مع الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان ورئيس كتلة الحزب السابق الطاهر خاوة هي مقطوعة الآن نتيجة الحرب السياسية المعلنة بين الرجلين، والتي كانت إلى وقت قريب في السر، قبل أن تخرج مؤخرا إلى العلن، وترجم ذلك من خلال إقصاء سعداني خاوة من مكتب الدورة الذي شكله، زيادة على إقصائه من كل لجان التحضيربدورة اللجنة المركزية الأخيرة، زيادة على تدهور العلاقة بين خاوة وجميعي والذي يرى الكثير من المقربين لسعداني بأنه يريد الانفراد به كي يسيطر على قرارات الحزب وأن الرجل بدأ باستهداف من كانوا مقربين من سعداني، بل أصدقائه كي يبعدهم عن محيط الأمين العامو رغم أن مقربين من جميعي يقولون إنه صديق حميم لسعداني ووفاءه له دون حدود وترجع العلاقة الجيدة بين الرجلين إلى سنوات خلت . وكانت العلاقة بين خاوة وسعداني بدأت تتكهرب منذ أن كلفت رئاسة الجمهورية وزير العلاقات مع البرلمان بقراءة رسالة رئيس الجمهورية في المؤتمر العاشر. كما كانت المفاجأة كبيرة عندما صعد خاوة مباشرة بعد انتهاء سعداني من إلقاء كلمته أمام المؤتمرين وطلب الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان من المؤتمرين تزكية رئيس الجمهورية رئيسا فعليا وليس شرفيا للحزب، الأمر الذي كانت له تفسيرات عديدة أهمها، لماذا لم يقل سعداني هذا الكلام وقاله خاوة؟ رغم أن مقربين من سعداني يقولون إن غضبه على خاوة راجع لكونه أصبح يصرح علانية مع مقربيه، بأنه سيكون هو الأمين العام القادم للجبهة، وإن لم يكن هو الأمين العام القادم فسيكون الطيب لوح. تجدر الإشارة أن سعداني من المقرر أن يعقد اليوم السبت ندوة جهوية مع مع منتخبي الغرب والجنوب الغربي بوهران ومن المقرر أن يحضرها حوالي 3500 منتخب.