أحدثت العطلة الجامعية الممتدة، إلى شهر أكتوبر الداخل، تميزا في حركية النقل أيام العيد، هذا العام، بالنسبة لقاصدي أهاليهم لمختلف جهات الوطن انطلاقا من الجزائر العاصمة، حيث تراجع الضغط المسجل في السنوات الفارطة وحالة الاكتظاظ والزحمة التي تعيشها محطات النقل عبر القطارات، الحافلات وسيارات الأجرة "طاكسي"، ولقي الناقلون صعوبة في إيجاد الزبائن وفق الشهية التي كانت لديهم سابقا. تغيرت معادلة حركية المسافرين، أيام عشية عيد الفطر، انطلاقا من العاصمة نحو باقي الوجهات، حيث لقي أصحاب سيارات الأجرة صعوبة كبيرة في الفوز بزبائن في ظرف زمني قياسي، على غرار السنوات الفارطة، بسبب العطلة الجامعية والعطلة المدرسية، ووجود أغلب العمال والموظفين القادمين من داخل ولايات الوطن إلى العمل بالعاصمة في عطلة سنوية لقضاء شهر رمضان مع الأهل والأقارب. ووقفت "الشروق" بمحطة الخروبة لسيارات الأجرة، في اليومين الأخيرين، على صرخات السائقين الذين تراهم يتنقلون في ساحة المحطة ويصوبون أنظارهم نحو البوابة الرئيسية للمدخل يأملون في كل وافد جديد أن يكون زبونا لهم، وهي الظاهرة التي لم تكن في سنوات خلت، أين كان سائق "الطاكسي" لا ينزل من سيارته ويدخل مع الزبائن في مشهد يشبه المناقصة أو المزايدة العلنية لمنحه "تأشيرة" صعود الطاكسي بعد مضاعفة المبلغ طبعا، وهو الأمر الذي لم يحصل هذا العام وأكد الزبائن في حديثنا معهم الارتياح من ذات الجانب. وقال لنا "محمد" سائق طاكسي وجهته بوسعادة بأنه لم يكن يصرخ إطلاقا من قبل غير أنه اضطر لذلك هذا العام، ولنقص الأماكن يأخذ معه مسافرين باتجاه المسيلة، وسأله مسافر عن موعد الوصول هل يواكب موعد الإفطار، فرد عليه محمد "لا تخف هناك محسنون يمنحون الفطور مجانا في الطريق"، فيما قال السائق ساعد ووجهته العلمة "السوارد ماكناش"، يقصد غبن المواطن وعدم تنقله لزيارة الأهل لكثرة الأعباء من دخول مدرسي وحاجيات رمضان والعيد، مضيفا "العام الماضي بدون تبراح والآن الطاكسيات موجودة والزبون منعدم جئت فارغا الناس لا تريد أن تعّيد"، أما عميروش فقال: "جئت فارغ من سطيف بزبون واحد وقطار سطيف أفسد علينا الأمر". وفي زاوية الوجهة الغربية، أكد لنا ياسين أن الحركية جيدة من الغرب نحو الشرق، حيث اشتغل على خط سيدي بلعباس سطيف، وقال: "إنها منطقة عسكرية وآلاف العساكر مضطرون إلى التنقل من هناك"، مضيفا: "أما بالعاصمة فأغلبهم سافر من قبل للاستفادة من يومي نهاية الأسبوع". أما السائق رابح يعمل على خط العاصمة تيارت، فقال: "هذا العام ليس هناك عمل جيد، حتى المعلمون في عطلة.. الخدمة الصح مع الطلبة الجامعيين والطلبة لم يعودوا من العطلة". وراح محمد الروجي المشتغل على خط البليدة يعاتبنا على عدم طرح مشاكلهم والاهتمام بالزبائن فقط، ورغم تمسكه بالمحطة الجديدة لاتساع مساحتها، غير أنه لام الجهات الوصية عدم تخصيص قاعة للصلاة، ومكان للاغتسال، مشيرا إلى انعدام النظافة مستغربا الحديث عن صرف 10 ملايير على محطة من دون تهيئة حقيقية، وأضاف: "إبراهيم" المشتغل على خط تيزي وزو "لم نضف في التسعيرة". وبمحطة الخروبة للنقل البري بالحافلات سجلنا نقص كبير في الزبائن وضعف في حركة التدفق، مقارنة بالسنوات الماضية، فيما أوضح السائق أحمد المشتغل على خط القل أن أغلب الناس يسافرون بعد الإفطار وآخرين يفضلون اليومين الأخيرين اللذين يسبقان عيد الفطر. وعبر العديد من المسافرين عن ارتياحهم لتوفر وسائل النقل، مؤكدين حالات العراك التي كانت تحصل أربعة إلى خمس أيام قبل العيد، من أجل الظفر بمكان في مختلف وسائل النقل البرية، وأفادنا "بوعزيز" الذي وجدناه على أهبة امتطاء حافلة تبسة أن قطار سطيف خفض الضغط على الحافلات"، وأكد لنا "عاشور" سائق بإحدى المؤسسات الخاصة بأن شراء السيارات بالتقسيط ساهم في امتلاك أغلب الموظفين بالعاصمة سيارات ويقومون بدورهم بنقل زملائهم القاطنين في مسارات تنقلهم لذويهم. من جهة أخرى، عرفت القطارات المتجهة نحو الوجهتين الغربية والشرقية انطلاقا من العاصمة امتلاء متميزا، وخفت درجة امتلائها، عشية عيد الفطر، حيث تراجع الضغط المسجل، على غرار الموسم الفارط، وشهد قطار سطيف المضاف في وقت الزوال، حركية لاقت ترحابا وسط المسافرين الذين فرحوا بالمبادرة واستحسنوها جدا، حيث أن هؤلاء كانوا يمتطون قطار الليل المتجه نحو عنابة وقسنطينة. وقال رئيس مصلحة اغا في تصريح ل "الشروق"، أن حركية المسافرين كانت مكثفة، من قبل، مضيفا: "لقد عمت البهجة وسط المسافرين المتجهين نحو سطيف، خاصة وأن القطار مكيف ومأمن وقليل التوقفات، ونفس الشيء بالنسبة لقطار بجاية".