يبدو أن قضية اختطاف الطفل أمين ستفتح المجال لعدة قضايا أخرى سيجري التحقيق فيها من طرف الجهات المختصة، حول ما يعرف بنقاط الظل في القضية التي أسالت الكثير من الحبر وتناولتها وسائل الإعلام بسخاء بالنظر إلى سيناريو الأحداث المثير للجدل، بعد أن تحول مسلسل خطف الطفل أمين من دراما ترويع واختطاف الأطفال لاغتصابهم إلى دراما تصفية الحسابات والمبلغ المالي الضخم الذي يدين به الخاطف -حسبه- لوالد المخطوف وفيلا بارون المخدرات المشمعة منذ 2010 وعلاقة العائلة بشخص قيل إنه مسبوق قضائيا. يجري حاليا قاضي التحقيق لدى محكمة بئر مراد رايس التحقيق مع مختطفي الطفل أمين ياريشان الذي تشير الحسابات الأولية إلى أنه أخذ كرهينة لتصفية حسابات مالية وهم ثلاثة أشخاص ينحدرون من الحراش وبرج منايل، بينما ينحدر المتهم الرئيسي المسمى "أمين. ن« المدعو "ماني" وهو الصديق المقرب من العائلة من فرنسا، حسب ما أكدته مصادر مطلعة ل«البلاد"، مضيفة أن قاضي التحقيق لن يكتفي بالتحقيق في قضية اختطاف الطفل أمين وفقط بل ستمتد التحقيقات إلى خيوط الشبكة وأصولها وما علاقتها بفيلا بارون المخدرات المغترب بفرنسا، الذي أدين بعقوبة نافذة وتم تشميع فيلته الكائنة بحي لافيجري ببلدية الحراش، حيث أثيرت تساؤلات حول كيفية اقتحام العصابة للفيلا رغم تشميعها بقرار قضائي يمنع منعا باتا على أي شخص ولوجها بعد أن أصبحت حجرا للدولة، وانتشرت بعض الأخبار تؤكد أن زوجة الجاني الرئيسي كانت بالفيلا أو تملكها، كما أكدت المعلومات الأولية أن المتهم الرئيسي قدم من فرنسا قبل ثلاثة أيام من تنفيذه للمخطط الإجرامي بعد أن كان على علاقة مع بقية أفراد العصابة ويرجح أنه خطط للعملية وهو بفرنسا ليقرر دخول التراب الوطني لتنفيذ مخطط انتقاما من والد الطفل أمين ياريشان، الذي يدين له بأموال طائلة ولم يعرف سبب هذا الدين والتجارة المتبادلة بينهما وما نوعها وهل كانت موثقة أم لا؟ خاصة أن الجاني طلب مبلغا يقارب ال30 مليار سنتيم كفدية مقابل إطلاق صراح أمين وهنا تشير عدة تساؤلات يجري حاليا التحقيق لمعرفة إجاباتها، لاسيما بعد دخول مكان الحجز وهو فيلا بارون مخدرات؟ في سيناريو الاختطاف الذي يوحي بأن العصابة محترفة كان الأمر يتعلق بشبكة إجرامية مختصة حيث راقبوا تحركات الطفل "أمين" ووقت خروجه إلى المدرسة ودخوله منها، وأوقات ذهابه إلى المحل التجاري للعائلة بدالي إبراهيم، وهو ما مكّنهم من اختيار الوقت المناسب للعملية، لتتمكن في ال21 من أكتوبر المنصرم من اختطاف الطفل الذي كان بصدد الذهاب إلى المدرسة غير البعيدة عن المنزل وتم اختطافه بواسطة دراجة نارية من طرف متهمين اثنين، إلى جانب الأساليب الاحترافية في التهديد والابتزاز حسب شهادة والد الضحية الذي أكد أنه تلقى اتصالا هاتفيا من فرنسا، طالبته فيه العصابة بمبلغ من المال والالتحاق بهم إلى باريس، لكن الأب لم يستطع ذلك بحكم انتهاء صلاحية جواز سفره، وفي اليوم السادس من الاختطاف طلبوا منه الخروج إلى الطريق السريع، أين كان يتتبعه صديقه، وبعد يومين طلبوا منه الذهاب إلى مسجد بعين طاية ليجد أمانة هناك عند الإمام، لكن الوالد لم يجد شيئا، ليعاودوا الاتصال به ويحدثونه عن قرب نزع كليته من قبل طبيب قادم من فرنسا قبل أن يتلقى الفيديو المشؤوم لابنه أمين دون ملابس وبوجه شاحب وخائف، قبل أن يتم تحريره صباح أول أمس من طرف فرق مختصة تابعة للدرك الوطني من الفيلا المشبوهة لتتواصل حاليا التحقيقات التي ينتظر من خلالها أن يتم الكشف عن نقاط ظل عديدة في قضية اختطاف الطفل أمين في انتظار الندوة الصحافية التي سيعقدها وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس للكشف عن الملابسات الحقيقية للقضية.