كشف المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان في مؤتمر صحفي تفاصيل جديدة بشأن هجمات باريس التي وقعت مساء الجمعة، وأعلن ارتفاع عدد الضحايا إلى 129 قتيلا و352 جريحا منهم 99 على الأقل في "حالة حرجة جدا". وأكد مولان تعرف المحققين على أحد المهاجمين، وأوضح أن هذا المهاجم له سجل لدى الأمن الفرنسي يرتبط ب«التطرف الإسلامي"، بالإضافة إلى سجل إجرامي، لكنه لم يدخل السجن قط. وكانت مصادر عديدة قد أفادت في وقت سابق بأن المحققين الفرنسيين تعرفوا على هوية شخص فرنسي بين المهاجمين وقالوا إنه معروف لدى أجهزة الاستخبارات. وصرح المدعي الفرنسي بأن سبعة عناصر نفذوا هذه الهجمات وأنهم تحركوا في ثلاث مجموعات، مؤكدا أنهم قتلوا جميعا، وأن ستة منهم فجروا أنفسهم. وكشف مولان أن منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان في باريس حيث سقط أغلب الضحايا، تحدثوا أثناء هجومهم عن سوريا والعراق. وأوضح المدعي الفرنسي أن مئات العيارات النارية أطلقت في مختلف الأماكن التي شكلت مسرحا للهجمات في الدائرتين العاشرة والحادية عشرة في باريس، مشيرا إلى أن بعض المهاجمين تنقلوا في سيارات سوداء من نوع سيات. وأعلن مولان اعتقال شخص على الحدود البلجيكية يعتقد أنه استأجر إحدى السيارات المستخدمة في الهجمات. وفي وقت سابق، قالت تقارير إن المحققين تعرفوا على هوية شخص فرنسي بين المهاجمين من خلال بصماته، مشيرا إلى أن ذلك يعني وجود سجل له لدى الأمن الفرنسي. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر قريب من التحقيق قوله إن هذا المهاجم الفرنسي معروف بصلاته ب«إسلاميين متشددين" وإنه من ضاحية كوركورون جنوبي باريس. وفي الأثناء، أوضحت تقارير أن المحققين عثروا في موقع إحدى الهجمات على جواز سفر سوري قرب جثة مهاجم، فيما أعلنت اليونان أن صاحب هذه الوثيقة دخل أراضيها الشهر الماضي باعتباره لاجئا. وقال وزير حماية المواطنين اليوناني نيكوس توسكاس في بيان "نؤكد أن حامل جواز السفر السوري عبر من جزيرة ليروس اليونانية في 3 أكتوبر حيث سجل طبقا للقوانين الأوروبية". ونقلت وكالة رويترز عن مصدر بالشرطة اليونانية قوله إن فرنسا طلبت من عدة دول أوروبية منها اليونان فحص جواز السفر. من ناحية أخرى، أخلت الشرطة الفرنسية منطقة برج إيفل في باريس ونشرت أعدادا كبيرة من قواتها في المنطقة، وذلك تحسبا لهجمات محتملة بعد هجمات الجمعة التي تبناها تنظيم "داعش"، والتي أودت بحياة 129 شخصا وإصابة أكثر من ثلاثمئة، فيما اعتقلت السلطات والد أحد منفذي الهجمات وأخاه. ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن الشرطة أخلت أيضا محيط متنزه شان دي ميرس، مشيرة إلى أن السلطات أغلقت إحدى محطات قطار الأنفاق وسط العاصمة الفرنسية. وقال شاهد آخر -طلب عدم نشر اسمه- إن تواجدا مكثفا للشرطة شوهد عند فندق بولمان قرب برج إيفل، وسط تحذيرات من هجمات محتملة، قبل أن تعود وزارة الداخلية لتعلن أن الإنذار كان كاذبا. وعلى وقع تلويح من تنظيم "داعش" بمزيد من الهجمات، قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن بلاده قررت نشر 1500 عسكري في باريس للقيام بعمليات مراقبة داخل المدينة فضلا عن حماية المواقع الأساسية والاستراتيجية. وأعلن الوزير عن اتخاذ بلاده إجراءات أمنية جديدة، في ظل إعلان الحكومة الفرنسية حالة الطوارئ في البلاد. وأوضح الوزير -في مؤتمر صحفي- أن حالة الطوارئ ستطبق مباشرة في جميع الأراضي الفرنسية، مبينا أن هذا الإجراء قد يشمل في بعض الأحيان تقييد حركة السيارات والأشخاص في أماكن ومواقع محددة، وفرض حظر التجوال.