دعوات مقاطعة احتفالات رأس السنة في المساجد ومواقع التواصل الاجتماعي ارتفع عدد الجزائريين الذين عبروا الحدود إلى تونس لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية هذا العام، عبر مركزي أم الطبول والعيون بولاية الطارف، إلى نحو 70 ألف شخص بزيادة تقدر بنحو ضعف عدد المتدفقين الجزائريين خلال سنة 2012. وفسرت مصادر أمنية مطلعة هذا التحسن النسبي لتشديد السلطات التونسية على إجراءات الحماية الأمنية على طول المحاور والطرقات والمراكز السياحية خلافا لسنة 2011 بعد إحكام المجموعات المتشدّدة قبضتها في كثير من المدن التونسية حينها. توجه معظم الجزائريين الذين قصدوا تونس في أواخر شهر ديسمبر برا إلى المركزين الحدوديين أم الطبول والعيون بولاية الطارف، في حدود الساعة الرابعة فجرا بهدف إتمام إجراءات الدخول في ظرف قياسي، لكن بمجرد الاقتراب من الموقع، تكتشف أنك لست الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة وأن هناك العشرات من المسافرين قد سبقوك إلى هناك، لتجد نفسك وسط الطابور تنتظر دورك والذي قد يصل إلى 4 ساعات، وقد نجح إلى حد كبير تسخير الإمكانات البشرية والمادية لمصالح شرطة الحدود ومصالح الجمارك الجزائرية في احتواء هذا الضغط، من خلال تسهيل وسرعة الإجراءات لتفادي إحساس ومتاعب ومعاناة العابرين بالنقائص التي ما زالت مسجلة منذ سنوات على مستوى المعبرين. وحسب إحصائية أمنية فقد سجل ارتفاع حركة العبور في منتصف ديسمبر المنقضي، وذلك تزامنا مع العطلة الشتوية، حيث غادر نحو ألفي شخص في الثلاثة أيام الأولى، ليرتفع العدد يوما بعد يوم مع العد العكسي لرأس السنة من 3 آلاف شخص في اليوم ثم إلى 5 آلاف شخص ويقفز إلى 9500 شخص يوم 30 ديسمبر، وبلغ ذروته يوم 31 ديسمبر إلى 11200 شخص بمركز أم الطبول، وأقل حدة بكثير في مركز العيون. يحدث كل هذا رغم سيل الفتاوى الصادرة عن أئمة وخطباء المساجد، الذين أفتوا بحرمان الاحتفال برأس السنة الميلادية، لأنها من ‘'عادات'' الكفار. وكان أئمة المساجد وناشطون سلفيون أعلنوا منذ أيام حملة لمقاطعة الاحتفالات، معتبرين أن الاحتفال برأس السنة مرض ينخر جسد الأمة، وأنه تنازل عن الذات المسلمة. ووصف رئيس حركة الصحوة السلفية عبد الفتاح حمداش في هذا الإطارالظاهرة بأنها دليل على ضياع الأمة في مستنقع التقليد، معتبراً "التشبه بالنصارى زلة عقائدية، ومعصية تعبدية يخشى على صاحبها الكفر". وحسب ملاحظات المصالح المختصة جمارك وشرطة، فإن الغالبية الكبيرة من المواطنين والعائلات باتجاه تونس هم من سكان ولايات الوسط ‘'العاصمة، تيبازة، بومرداس، البليدة، المدية، بجاية وتيزي وزو". أما غالبية القادمين إلى التراب الوطني، فإنها عائلات الجالية الوطنية المقيمة في الدول الأوروبية القادمة خصيصا عن طريق الموانئ التونسية، والتي تستفيد من امتيازات أحسن في الرحلات البحرية بين تونس والضفة الشمالية للمتوسط، بمناسبة رأس السنة الميلادية حسب توضيحات هذه العائلات. واستنادا لتوضيحات مسؤولي مصالح الجمارك وشرطة الحدود، فإن وقت التوافد والتدفق إلى درجة الاكتظاظ والضغط على المعبرين الحدوديين ومن الضفتين، يكون مع الساعات الصباحية الباكرة لتفادي الأجواء المناخية الحارة عن بقية الساعات النهارية. وتشير دراسات متخصصة إلى أن الجزائريين المحتفلين بالداخل ينفقون ما لا يقل عن خمسة آلاف مليار سنتيم "نحو 400 مليون دولار" خلال الاحتفالات. ووفقاً لدراسة ميدانية، فإن تونس استقطبت خلال الفترة الأخيرة أزيد من عشرة آلاف سائح جزائري، أنفق كل فرد من هؤلاء 500 يورو على الأقل. ويرى خبراء في السياحة اختيار بعض الجزائريين لأوروبا كوجهة مرتبط بالحصول على التأشيرة، في حين يختار آخرون تونس لأن الدخول إليها لا يتطلب الحصول على تأشيرة.