"الباتريوت" المتهم ينال براءته بعدما التمست له النيابة 12 سنة سجنا! كشفت مجريات محاكمة أحد أول الملتحقين بأعوان الدفاع الذاتي بالجزائر الذي أسندت له تهم ثقيلة تتعلق بالإرهاب، أن الراحل الجنرال إسماعيل العماري هو أول من قدم دعمه لهذه الشريحة قصد مجابهة الإرهاب، بعدما زودهم ب 3 آلاف قطعة سلاح من بنادق صيد وسيمينوف، وأكد أحد رجال "بوعلام المخفي" المنسق الوطني للباتريوت بالجزائر ضد الإرهاب الناشطة بجبال الزبربر والبويرة المتهم بقتل عسكريين، تعامله مع مسؤولين بالجيش في حملات ضد الإرهاب وليس العكس، كما علل التحاقه بالمعاقل الإرهابية بهدف تخليص شقيقه الأصغر منهم. التحقت ب"الجيا" لحث شقيقي الأصغر على الاستسلام وليس عن قناعة ب"الجهاد" وخلال مجريات محاكمته، أكد "الباتريويت" المتهم بجناية إنشاء وتنظيم جماعة إرهابية مسلحة، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، بعدما نسبت له واقعة نصب كمين لاغتيال 7 أفراد من الجيش بالبويرة بتاريخ 16 جوان 2006. أكد أن التحاقه بمعاقل الجماعة السلفية للدعوى والقتال "الجيا" بمنطقة الأخضرية والبويرة في شهر ماي من عام 2006، لم يكن لقناعته بالجهاد، بل إنه كان هدفه استمالة شقيقه الأصغر (ت.محمد) وحثه على العودة إلى الحياة الطبيعية وتسليم نفسه لمصالح الأمن، مضيفا أنه بعد عزمه المغامرة مع الجماعات الإرهابية لإنقاذ شقيقه كان يحمل سلاحا من نوع بندقية مضخة، وبدأت مغامرته بالاتصال هاتفيا بأمير الجماعة الإرهابية بالمنطقة المسمى (ه.عبد القادر)، مستغلا الرقم الذي سبق لشقيقه أن اتصل به عن طريقه حين كان رفقة الإرهابي التائب (ح.مقداد) الذي رافقه للقاء الإرهابي "أبو تراب" بإحدى المداشر وبالضبط "دشرة إعمارن" بشعبة العامر في بومرداس، وكان حينها وقت آذان المغرب، حيث التقاه رفقة إرهابيين آخرين كانوا يحملون أسلحة رشاشة من نوع "كلاشينكوف"، فتوجهوا رفقتهم إلى معقل الجماعة الإرهابية بجبال أقنى يسكر بالأخضرية حيث كان هناك نحو 24 إرهابيا، مضيفا أنه في اليوم الموالي تولى أمير سرية "الشام" التابعة لكتيبة "الفاروق" بتسليحهم ببنادق مضخة، حيث كلف الإرهابي "عبد الخالق" بتلقينهم استخدام السلاح، وبعد مرور 4 أيام أنبأهم الأمير بعملية تمشيط كانت تعزم قوات الجيش الشعبي الوطني القيام بها في المنطقة، مما استلزم تقسيمهم إلى فوجين، قصد الفوج الأول منطقة بني عمران ببومرداس، والثاني الذي كان يقوده أمير السرية توجه نحو منطقة ذراع الميزان بولاية تيزي وزو قصد دعم السرية التي كان يرأسها الإرهابي "عبد الهادي". هكذا تعاملت قوات الجيش مع زوجات الإرهابيين حتى يثبت "الباتريوت" مدى تعاونه مع الجهات الأمنية والتنصل من مسؤوليته، فنّد التهم المنسوبة إليه، وراح يسرد علاقته الوطيدة بمصالح الأمن وبالأخص قوات الجيش الوطني الشعبي إذ أعطاهم قطعة أرضية لإقامة ثكنة عسكرية عليها، مما جعل الجماعة السلفية للدعوى والقتال تصدر ضدّه حكما بالإعدام وهددت بإبادة عائلته، حيث أوفدت جماعة مسلحة إلى منزله لتنفيذ وعيدها، فكبلوا زوجته لذبحها وقرروا حرق أبنائه وهم على قيد الحياة لتنفيذ إبادة جماعية بالمنزل. غير أن الرسالة التي كان أفراد الجيش الوطني الشعبي قد تركوها بحوزة زوجته لتقديمها للإرهابيين في حال هددوا حياتها وحياة باقي أفراد العائلة حالت دون تنفيذ الإرهابيين لعمليتهم الإجرامية، بعدما اطلعوا على محتوى الرسالة. وفي سياق استجوابه كشف "بوعلام المخفي" أنه كان "مخبرا" لقوات الجيش وأنه ساعد أفراده على توغل المعاقل الإرهابية بمنطقة الزبربر بحكم أنه ابن المنطقة وله معرفة بتضاريسها، وبعد إنشاء المسمى "بوعلام المخفي"، متقاعد بالجيش، أول فريق لأعوان الدفاع الذاتي التحق به حيث تمكن من التعامل مع الجنرالين الراحل اسماعيل العماري والشريف، حيث قام الأول بدعمهم بالأسلحة بتزويدهم ب 3 آلاف قطعة سلاح من نوع "سيمينوف" وبنادق صيد لمجابهة الإرهابيين الذين بسطوا نفوذهم في المنطقة. ونظير الأفعال المنسوبة للمتهم، التمس ممثل الحق العام توقيع ضدّه عقوبة 12 سنة سجنا نافذا، معتبرا أن الوقائع "خطيرة للغاية"، واصفا إنكار المتهم لأفعاله وادعاءه التعاون مع الجيش وإطارات سامية ب "مجرد" تصريحات يسعى من خلالها المتهم التهرب من المسؤولية الجنائية لاسيما أن أصل متابعته في قضية الحال اقترنت بتصريحات اجتمع عليها أبرز الإرهابيين بينهم أمير كتيبة "الأنصار" المكنى "تواتي علي" و"حمدان" أكدوا أن المتهم شاركهم عدة عمليات إرهابية استهدفت أفراد الأمن بولايتي بومرداس والبويرة، في حين سعى الدفاع لإسقاط التهم الموجهة لموكله مطالبا إفادته بالبراءة التي أقرتها المداولات القانونية فيما بعد، وهو الذي سبق أن أصدرت مختلف الهيئات القضائية ضده أحكاما غيابية بالسجن المؤبد.