الامتناع عن التصويت على الدستور قرار "تكتيكي" فتحت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، النار على الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، متهمة إياه بشن "حرب" على الجميع بمن فيهم حزبها، مشيرة إلى أن سعداني هو من "برمج وخطط" ل«الهجمة" التي يتعرض لها حزبها، مؤكدة أنه شجعها في وقت سابق على مراسلة رئيس الجمهورية. وعادت لويزة حنون إلى تعديل الدستور عبر البرلمان بغرفتيه، واعتبرت أنه "لم يكن أولوية" بقدر ما كانت الجزائر -حسبها- بحاجة ل«دمقرطة" نظام الحكم، التي تراها الطريقة الوحيدة لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية، الذي جعلته مشروطا بإعادة التجدد السياسي والديمقراطي من خلال مؤسسات لا غبار عليها مثل ما وعد الرئيس، وهنا فقط -حسب المتحدثة- عندما يمرر الدستور عبر البرلمان بغرفتيه يكون له مصداقية "وللأسف هذا لم يحدث"، وأرجعت المتحدثة التي حصلت ضيفة على جريدة "الحوار" أمس، أن سبب ذلك كان "مافيوية" العمل السياسي و«افتراس المال العام" في ظل أزمة "عميقة" ماليا وسياسيا. وفيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية، قالت حنون، إنه لا يمكن لأي أحد الادّعاء بأن الجزائر ليست معنية ب«داعش" أو في صحة اقتصادية ومالية جيدة. واعتبر زعيمة العمال، أن قرار التصويت بالامتناع على الدستور اتخذ بالإجماع داخل اللجنة المركزية للحزب، انطلاقا من الوضع الدولي والمخاطر، ووصفت قرار الامتناع ب«التكتيكي". وفي السياق ذاته، قالت حنون، إن الأيام المقبلة ستكشف أمورا جد حساسة، مبررة ذلك بوجود ضغوط بخصوص موقف الدولة من القضية الفلسطينية "وربما أيضا فيما سيتعلق بالصحراء الغربية"، وأرجعت ذلك، إلى ما وصفته ب«تصدع مؤسسات الدولة" الذي يتزامن حسب المتحدثة "وانكسار الموازين الذي كانت نتيجة قانون المالية"، محذرة من سياسة الحكومة التقشفية التي "ستزداد أكثر" كون "المفترسين غير معنيين بالتقشف"، وهذا ما سيغضب المواطنين -حسبها- نتيجة ما تعتقد أنه تلاقي بين مؤسسات الدولة والمافيا. ومن جهة أخرى، فتحت حنون النار على أمين عام حزب الأغلبية عمار سعداني، وقالت إنه في "حرب" مع الجميع، لتضيف قائلة "ليس لنا مشاكل شخصية معه"، وذكرت أنه لما كان سعداني يتولى رئاسة المجلس الشعبي الوطني لم تحدث معه أية مشاكل، وأضافت "وشجعني على مراسلة الرئيس"، فيما أكدت أيضا "ولما خرج من المجلس كان له نفس الموقف"، في إشارة واضحة لتحمل معاني الاستغراب من الانتقاد الموجه لمجموعة 19-4، والتي راسلت رئيس الجمهورية وطالبت بلقائه، فيما اتهمته ب«شن حرب" على حزبها "لأسباب هو يعرفها"، وأضافت "حتى القضية الفلسطينية لم تنجو منه".