امتعاض شديد من قلة "الكوطة" عبر بلديات الوطن اختارت قرعة الحج لموسم 2016، أمس، 28 ألف جزائري حالفهم الحط ليزوروا بيت الله الحرام لأداء الفريضة من أصل 28 ألف و800 جواز خاص بحصة الجزائر، هي ثواني قليلة كانت كافية لأن تبرز ردات فعل متباينة وسط آلاف المشاركين، ثواني اختلفت فيها المشاعر بين فرح وبكاء وحزن ودعاء بعد أن جرت العملية في ظروف بعيدة كل البعد عن الشبهات والتزوير و«المعريفة".وشهدت مختلف مقار بلديات الوطن منذ الساعات الأولى لصباح أمس، اكتظاظا منقطع النظير وطوابير لانهاية لها، ليس بسبب شهادة ميلاد أو عقد زواج، وإنما هو "تسونامي" قرعة الحج، حيث امتزجت المشاعر بين الفرح والبكاء والحزن والدعاء خلال قرعة الحج لسنة 2016 عبر مختلف بلديات الوطن، حيث تعالت الزغاريد بالنسبة للعائلات التي تصدر أسماء حجيجها القائمة بعد طول سنوات من قرعة لم تكن لصالحهم. فيما انهمرت الدموع والسخط بالنسبة للعائلات والأشخاص الذين لم يسعفهم الحظ في الحج لهذه السنة.. ثواني قليلة بعد الفرز والبدء في القرعة كانت كافية لشد الأنظار ورفع آلاف الدعوات إلى السماء "يا ربي يخرجي اسمي، ان شاء الله نكون من الفايزين، ربي استر .."، لتنطلق العملية وكانت السعادة لا تسع البعض والسخط والأمل صاحب البعض الآخر، حيث اعتبر معظم المقصين "إن صح التعبير"، القرعة مجحفة، كما هو الحال بالنسبة لبلدية بئر توتة، حيث اعتبر احد المسنين في حديثه ل "البلاد" أن القرعة مجحفة، وأن الحظ كان على طول الخط لصالح الأسماء المزدوجة، أي بالنسبة للنساء اللواتي يصطحبن محرم، حيث يتم إدراج أسماء الفائزين مباشرة ليحالفهم الحظ على حساب الأسماء الفردية. وطالب المتحدث من الحكومة رفع "كوطة" الحج لتتماشى وتعداد التنامي الجغرافي والسكني للجزائر إلى جانب منح ما يعرف بالأولوية أو سلم النقاط، يكون فيها الحظ لصالح من شارك أكثر من خمس مرات ولم يتم إدراجه أو لم يحالفه الحظ.. بينما كانت هناك شابة تبكي بحرقة بسبب والدها الذي لم يحج هذا الموسم والتي قالت "هذا ظلم يجب وضع قوانين اكثر مصداقية من القرعة، يجب وضع السن في مقدمة الشروط ومنح الأولوية لكبار السن، والذي تجاوز السبعينات وهو يحلم منذ 10 سنوات بزيارة بيت الله الحرام وأداء الركن الخامس في الاسلام وهو الحج، إلا أن الحظ لم يكن لصالحه يوما". وقد جرت عملية القرعة لموسم الحج 2016 على مستوى مقرات البلديات والمساجد، بحضور المواطنين وأصحاب الملفات الذين شاهدوا العملية بأعينهم، تفاديا لأي تأويلات أو تلاعبات في العملية، لكن على الرغم من كل هذا، إلا أن المواطنين الذين لم يسعفهم الحظ، عبّروا عن تذمرهم من العدد القليل من "الكوطة" المقدّمة للبلديات وطالبوا الدولة بإعادة النظر في عدد الأماكن الموجّهة للمواطنين وإعطاء الأولوية للمتقدّمين في السن، وأشرف على العملية عمال البلديات بحضور أئمة المساجد وتم كالعادة في في البداية، مناداة أصحاب الملفات التي أودعت بين شهر جانفي إلى غاية 10 مارس، بعد التأكد منها، حيث كتبت الأسماء في أوراق صغيرة، منها تلك التي تحمل رقمين خاصة بالمرأة ومحرمها، ورقم واحد بالنسبة للرجل. في حين وضعت عدة أوراق لمن كان قد دفع ملفات في السنوات السابقة ولم يسعفه الحظ، حتى تتضاعف حظوظه أكثر. ولم تستغرق عملية القرعة وقتا طويلا، وذلك بعد أن تم ضبط كل الأمور بسبب العدد القليل من الأماكن، حيث إنه بمجرد سحب ورقة تحمل رقمين يسجل اثنين في القائمة، أي المرأة ومحرمها، وهو ما ضاعف حظوظ هؤلاء، في حين تراجعت حظوظ الراغبين في أداء ألفريضة لوحدهم.