شهد الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري تصاعدا في نسق العمليات الإرهابية في تونس، والتي تواترت بشكل لافت بعد الضربة الأمريكية الأخيرة، التي استهدفت مجموعة إرهابية في مدينة صبراتة الليبية. هذا ويتوقع، حسب البيانات المسربة، أن يكون أغلب أفراد مجموعة صبراتة من المتطرفين التونسيين الذين يرشح أنهم كانوا بصدد التخطيط للقيام بعملية إرهابية في تونس، وفقا لما أعلنه ذلك لاحقا البنتاغون الأمريكي. يذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية، أشعرت مواطنيها بعدم السفر إلى تونس، وعللت موقفها بإمكانية حصول ردة فعل على عملية صبراتة، سيكون مسرحها الأراضي التونسية. في إطار تنامي الأنشطة التخريبية، عمد عدد من الإرهابيين ليلة الجمعة الماضية إلى مداهمة 4 منازل في معتمدية جلمة من محافظة سيدي بوزيد للتزود بالمؤونة. وقد أكدت وزارة الداخلية التونسية، "إن الوحدات الأمنية تلقّت ليلة الجمعة معلومات من قبل ساكني دوّار الرّحايميّة زغمار بمعتمديّة جلمة من محافظة سيدي بوزيد تفيد أنّ حوالي 40 شخصا نزلوا من جبل المغيلة المحاذي للمنطقة المذكورة واستولوا على المؤونة حسب إفادات بعض متساكني المنطقة". وأضافت الوزارة أن الوحدات الأمنيّة اتخذت كافّة الإجراءات اللاّزمة لمتابعة الموضوع والتّحرّي في المعلومات الواردة من قبل ساكني المنطقة والأبحاث متواصلة. كما طلبت وزارة الدّاخليّة من المواطنين الإبلاغ السّريع والأكيد عن ثلاثة عناصر إرهابيّة وهي: "المعزّ بن عبدالقادر بن أحمد الفزّاني"، و"مفتاح بن حسين بن محمّد مانيطة" و«عادل بن محمّد بن ضو الغندري". ودعت الوزارة المواطنين الى أنه وعند مشاهدة هذه العناصر أو الحصول على أيّ معلومات تخصّ مكان تواجدهم أو تحرّكاتهم، الإبلاغ عنهم فورا، ووضعت على ذمّة المواطنين أرقاما هاتفية. وكانت وحدات الحرس الوطني مدعومة من الجيش قد أنهت ليلة غرة مارس الجاري، عملية تمشيط لجبل المغيلة بعين "جفال" غرب تونس، بين محافظتي القصرين وسيدي بوزيد، وهي منطقة جبلية يتحصن بها الإرهابيون. وأسفرت عملية التمشيط عن العثور على سلاح من نوع كلاشينكوف وكمية هامة من الصواعق والفتيل المستعمل في إعداد المتفجرات ورمانة يدوية و6 مخازن وكمية كبيرة من الذخيرة لسلاح من نوع كلاشينكوف وهواتف جوالة ووثائق شخصية، وفق ما أكدته مصادر أمنية. وقد سبقت عملية التمشيط حصول مواجهات بين قوات الحرس الوطني ومجموعة مسلحة تمكن خلالها الأمن التونسي من القضاء على أربعة إرهابيين. كما كانت المنطقة الحدودية مع ليبيا وتحديدا مدينة بن قردان (التي بها أهم معبر بين البلدين)، يوم 2 مارس الجاري، ساحة لمواجهات بين الجيش والأمن من جهة وارهابيين تسللوا من ليبيا من جهة ثانية، وكانت حصيلتها قتل 5 إرهابيين وجرح عسكري تونس.من جهة أخرى، اجتمعت خلية التنسيق الأمني والمتابعة، بإشراف رئيس الحكومة الحبيب الصيد، وبحضور وزراء الدفاع والداخلية والخارجية، وسامي الإطارات العسكرية والأمنية.