كشفت وثيقة سرية جديدة للسفير الأمريكي لدى مالي نشرها موقع ''ويكيليكس'' المثير للجدل، أن الرئيس المالي، آمادو توماني توري، تذمر من درجة التعاون العسكري بين باماكو والجزائر، حيث أبلغ قائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا ''أفريكوم''، الجنرال ويليام وارد، باستياء مالي من التعاون العسكري بين البلدين· وحسب ما ورد في مراسلة السفير الأمريكي في مالي، فإن الرئيس آمادو توماني تورى، وصف التعاون العسكري بين الجزائر وباماكوا ب''المشكلة''، حيث صرح أن ''التعاون العسكري مع الجزائر مشكلة، الأمر يتعدى تدمير عدة قواعد للجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، وأضاف أنه يتعين على مالي وأمريكا ''السيطرة على الإقليم'' قبل أن تقوى شوكة الإرهابيين في منطقة الساحل الإفريقي·وقد لامت الجزائر باماكو سابقا، فيما بتعلق بمكافحة الإٍرهاب وتضييق الخناق على مهربي المخدرات في المنطقة، حيث اعتبرت الدبلوماسية الجزائرية أن ''تهريب السلاح والمخدرات في شمال مالي خلق بيئة ملائمة لانتشار الجماعات الإرهابية المسلحة''، بالإضافة إلى احتجاج الجزائر على إطلاق سراح إرهابيين تابعين لتنظيم ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مطلوبين من قبل العدالة الجزائرية وذلك بموجب صفقة مشبوهة عقدتها باريس مع مالي، مقابل إطلاق تنظيم القاعدة الرهينة الفرنسي بيار كامات المحتجز لديها، ما يعد إخلالا من باماكو بالاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين والقاضية بعدم التفاوض مع الجماعات الإرهابية، وعدم دفع الفدية الذي بذلت الجزائر مجهودات دبلوماسية مكثفة من أجل تجريمها من قبل مجلس الأمن الدولي، إلا أن باماكو تعمل على تقويض المجهودات الجزائرية من خلال تفاوضها مع الإرهابيين، وعقدها لصفقات مشبوهة مع الدول الأجنبية خاصة باريس أثناء إطلاقها لسراح بيار كامات، الذي تبين أنه أحد عناصر جهاز المخابرات الفرنسية·كما تجدر الإشارة أن مالي كانت سباقة إلى رفع يد تعاونها العسكري مع الجزائر لمكافحة الإرهاب، حيث أعلنت في شهر مارس المنقضي، أنها تسعى للاستغناء عن أي مساعدة في إطار مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، يكون مصدرها الجزائر أو موريتانيا سواء كانت عسكرية أو استخباراتية، ما يعني أن انخفاض مستوى التعاون العسكري بين البلدين مصدره باماكو، التي استعانت بدول أجنبية على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا، في الوقت الذي أكدت الجزائر في العديد من المرات أن مسألة مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء تعني بلدان المنقطة، ومن دون تدخل أجنبي، إلا أن مالي استلمت معدات عسكرية من قبل الاتحاد الأوروبي لاستعمالها في مجال مكافحة الإرهاب· فيما رجح الرئيس المالي، حسب نفس الوثيقة، أن تكون طائرة بوينغ ,727 الغامضة التي هبطت في صحراء شمالي مالي في أكتوبر عام ,2009 وجرى إضرام النار فيها، : ''ربما كانت تحمل مخدرات''، وقد أشارت الدبلوماسية الجزائرية في العديد من المناسبات أن المسلحين سيستخدمون كافة السبل المتاحة لتمويل عملياتهم، بما في ذلك تهريب المخدرات، الفساد، واختطاف رهائن، داعين باماكو إلى محاربة هذه الجماعات بالتعاون مع دول المنطقة، من دون أي تدخل أجنبي·