تشرع ابتداء من اليوم السبت، المكاتب الولائية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي في عقد مؤتمراتها الولائية عبر 48 ولاية لمناقشة وتقديم اقتراحات تخص مشاريع اللوائح التي سترفع للمؤتمر الوطني. كما تلقى الحزب أجوبة تخص الأسئلة التي طرحها على مناضلي الأرندي ومواطنين عاديين، ووصلت إلى 10 آلاف ومائة جواب تعني جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. ويفهم من عقد المؤتمرات الولائية لثاني تشكيلة سياسية للبلاد، بأن أحمد أويحيى الأمين العام بالنيابة للحزب عازم كل العزم على عقد المؤتمر الاستثنائي في وقته المحدد سابقا أي بين 5 و7 ماي، خاصة أن الرسالة التي بعث بها إلى الإعلام ومناضلي حزبه في كل ربوع الوطن، تحمل بين طياتها عزما وحزما وهي اللغة التي لم يستعملها من قبل وزير الدولة مدير الديوان في صراعاته مع خصومه التقليديين، وفي مقدمتهم الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات نورية حفصي التي يرى المراقبون بأنها عادة لا تتحرك دون ما يعرف في مصطلح السياسيين ومنهم أويحيى "بالإيعاز". ولا يختلف اثنان في أن رسالة 12 مناضل من مناضلي حزب الأرندي منهم أعضاء في المجلس الوطني ونواب سابقين، قد تمكنت من زرع الشك والريبة في نفوس شريحة واسعة من بقية مناضلي الحزب مباشرة بعد نشر محتواها في الإعلام، كون أول شيء يتبادر للأذهان في مثل هذه "الرسائل" التي اعتاد عليها الأرندي هو تحديدا "الإيعاز"، إلا أن الرد السريع من طرف أحمد أويحيى على محتواها وبصيغة حملت طابع الاستنكار لما جاء في البيان زائد رفض المحتوى مع التأكيد على عقد المؤتمر الاستثنائي للحزب في موعده المحدد أعادت عقول المناضلين البسطاء وقيادات الحزب إلى الوضعية الطبيعية للحزب إلى ما قبل صدور البيان. فأويحيى الذي سارع للرد على مجموعة 12 معروف عنه الهدوء والرزانة في اتخاذ القرارات، فما بالك أن يكتب ويرد أويحيى الأمين العام بالنيابة للأرندي ببيان حاسم على خصومه في يوم الأربعاء وهو يوم عمل مخصص لمهام وزير الدولة مدير ديوان الرئيس وليس لمهام أمين عام بالنيابة لحزب الأرندي ويقوم بتوزيع البيان في نفس اليوم على وسائل الإعلام. ويرى المراقبون أن ما أقدم عليه سي أحمد له احتملان لا ثالث لهما، إما أن الرجل وهو الذي يشغل منصب وزير دولة مدير ديوان الرئيس قد تلقى الإيعاز للرد على جماعة نورية حفصي بحزم وبالتالي اغتيال مشروع تصحيحية الأرندي قبل ولادته، وإما أن أويحيى مل وكره من خرجات "رسائل الليل" المطالبة برأسه ورد بقسوة عليها غير مبالي بالنتائج التي ستترتب بعد رده الواضح والصريح، كون الرجل الذي عاد لقيادة الأرندي بعدما طلب منه أن يعود، لن يخسر الشيء الكثير إن عاد مجددا إلى بيته في انتظار موعده مع القدر، طبعا إن كان.