"السلفية المتشدّدة أكبر تهديد للديانة الإسلامية في فرنسا" كشف الوزير الأول الفرنسي، مانويل فالس، أنّ "تنسيقا يجري مع الجزائر وبلدان أخرى مسلمة بهدف وضع إستراتيجية مشتركة لمكافحة التطرف العنيف الذي أضحى يهدّد الأمن الدولي". وأفاد فالس في حوار مطوّل مع جريدة ليبيراسيون الفرنسية بأنّ "الإيديولوجية السلفية المتشدّدة هي أكبر خطر على وحدة الجمهورية الفرنسية" مؤكدا أن "الإسلام و تأقلمه مع حداثة الدولة تنتظره تحديات كبيرة مستقبلا رغم تقديري أن هذا الدين يتوافق مع قواعد الديمقراطية والجمهورية والمساواة". وقال فالس إن "الإسلام ما يزال مثارا لسوء فهم وتحامل ورفض من بعض المواطنين، ومع ذلك فإن الإسلام جاء هنا ليبقى في فرنسا، فهو ثاني أكبر جماعة دينية في بلادنا". ونفى رئيس الوزير الأول الفرنسي أي صلة للإسلام بالتطرف، قائلا "ينبغي علينا أن نقول إن خطاب الكراهية ومعاداة السامية التي تُخفي وراءها عداء للصهيونية (...) ومن ينصبون أنفسهم أئمة في أحيائنا السكنية وسجوننا ويروجون للعنف والكراهية، كل ذلك ليس من الإسلام". وأوضح أن المشكلة الحقيقة تكمن فى التشدد بشتى أنواعه. وأضاف الوزير الفرنسى "إن البعض لا يستطيعون تصديق ما أقوله، وآخرين فى حالة من الشك، ولكن بالنسبة لى، أنا مقتنع تماما بتوافق الإسلام مع قيم وقواعد الجمهورية، ولذلك أود أن أحث الجميع على تربية أبنائهم على نبذ عدائية المسلمين، وزرع فيهم حب الإخاء فى المجتمع والعدالة والمساواة". وأضاف أن "التيار السلفي المتشدد بصدد كسب المعركة الإيديولوجية والثقافية في فرنسا"، داعيا إلى حماية المسلمين في فرنسا من الإيديولوجية السلفية". وأكد أن "العلمانية تواجه صعود الإسلام الراديكالي الذي يهدد الديانة الإسلامية في المجتمع الفرنسي". وعن السماح بارتداء الحجاب فى الجامعات الفرنسية، أشار فالس إلى إن لكل دولة قواعدها الثابتة، والمعروف عن فرنسا كونها دولة علمانية، وهو ما يجعل ارتداء الحجاب فى الجامعات أمرا صعبا للغاية بل ومن المستحيل، حيث إن الدستور والقانون الفرنسيين يحظران ارتداءه، ويجب على الجميع احترام القانون فى الدولة والمؤسسة التى يدرس بها، أو يتوجه إليها بشكل عام. واعترف المسؤول الفرنسي بأن "المسلمين المتدينين هم أول ضحايا العمليات الإرهابية في فرنسا، ذلك أن آفة الإسلاموفوبيا تزداد ومنهم من تعرض للمضايقات بسبب ملامحهم العربية والإسلامية، رغم أن السلفيين الجهاديين هم من يقف وراء الاعتداءات وليس عامة المسلمين". وتحدث في هذا الشأن "عن ملفات تعاون لإدماج المسلمين ومحاربة التطرف العنيف من خلال التنسيق بين فرنسا والبلدان المسلمة على غرار الجزائر وتونس والمغرب والمجموعة الدولية، لأن التعصب الديني أصبح يهدد الأمن الدولي وعلى المجموعة الدولية التعجيل بوضع إستراتيجية فعالة لمواجهته". وعلى الصعيد ذاته قالت صحيفة "لوموند" إن "عدد المنتسبين للفكر السلفي بفرنسا في تزايد مستمر، ذلك أنه من بين 2500 مسجد في فرنسا تحت الرقابة، يوجد 90 مسجدا تحت سيطرة السلفيين، كما أن قرابة 20 ألف مسلم فرنسي يتبنون هذا الفكر". وقالت الصحيفة إن "معظم هؤلاء السلفيين مسالمون وليسوا ممن يدعون لتغيير القانون بقوة السلاح، حتى وإن كانوا لا يعترفون بشرعيته. أما التكفيريون وهم أقلية سلفية من أقلية سنية، تتبنى عقيدة العنف ويلصقون تهمة الكفر بمخالفيهم من المسلمين".