أجمعت أحزاب إسلامية رافضة لمبادرة الإجماع الوطني للأفافاس، على ضرورة حصر "المعارضة الحقّة" في تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وفقط. تبرأت هذه الأحزاب من أبي جرة سلطاني، الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، وعبد المجيد مناصرة، رئيس جبهة التغيير، عقب ترحيب الأخيرين بمبادرة جبهة القوى الاشتراكية والانخراط فيها، بحكم تجردهما من "قناعات التيار وأهداف المعارضة". توافقت ردود فعل أحزاب "حمس" والنهضة وجبهة العدالة والتنمية إزاء ترحيب أبوجرة سلطاني، وعبد المجيد مناصرة بمبادرة الأفافاس، واعتبرت خرجة الشخصيتين "انسلاخ عن التيار الإسلامي والمعارضة"، وقال محمد ذويبي، رئيس حركة النهضة في تصريح ل "السلام"، إن "إقدام مناصرة وسلطاني على الجلوس إلى طاولة النقاش مع أتباع السلطة على إنفراد، دليل على إمكانية ارتماءهما في أحضانها عند أول فرصة متاحة"، وقال إن كل من الرئيس السابق لحمس، ورئيس جبهة التغيير "لا يمثلان المعارضة، التي باتت اليوم ممثلة بقوة في تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي لا غير". وقزّم نعمان لعور، نائب رئيس حركة مجتمع السلم، تداعيات انسياق أو حتى انخراط أبوجرة ومناصرة في مبادرة إعادة بناء الإجماع الوطني التي يقودها الأفافاس، على التيار الإسلامي والمعارضة، وقال محدثنا "موقف شخصي لفردين لن يؤثر لا من قريب ولا من بعيد على مسار ومستقبل تيار بأكمله تقوده أحزاب بمؤسسات، ولن يشوش البتة على مسعى وأهداف التنسيقية التي أضحت اليوم الممثل الأقوى للمعارضة الحقّة". وقال لخضر بن خلاف، رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية بقيادة جاب الله الذي رفض الحوار والنقاش من أصله مع الأفافاس، إن "ما يبدُر من خارج التنسيقية من أفعال يدّعي أصحابها المعارضة لا يهمُنا، وخرجة كل من أبوجرة سلطاني وعبد المجيد المناصرة اللذان رحبا بمبادرة الأفافاس، بعيدة كل البعد عن التأثير على مسار التنسيقية وتماسك الأحزاب الإسلامية".