70 "مصنعا" للخمور.. و1700 مُنتجا للمشروبات الكحولية يعملون بشكل غير قانوني باشر أمس رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر، حملة مليونية لمحاربة المخامر والملاهي الليلية، تزامنا مع العد التنازلي لانطلاق موسم الاصطياف والذي عادة ما يشهد تجاوزات خطيرة يرتكبها السكارى والمنحرفين، لاسيما في الولايات الساحلية، مطالبين السلطات بغلق كل الأماكن المشبوهة "لضمان صيف دون خمور وعدم انتهك حرمة رمضان"، الذي يحل أسبوعا بعد الإعلان عن افتتاح موسم الاصطياف في الفاتح جوان القادم. وعرفت الحملة التي كانت تحت شعار "معا للقضاء على المخامر" و«لانريد المخامر في بلاد الشهداء" و«صيف دون مجون"، تداولا منقطع النظير من خلال "بارتجي" و«دير جام"، حيث أعاد نشرها العديد من الشبان الجزائريين، الذين يريدون القضاء على الظاهرة، لما تسببت فيه في الآونة الأخيرة من خدش للحياء وسط الأحياء الشعبية وارتفاع وتيرة الإجرام والمشادات بين السكارى والسكان في المناطق الساحلية وبالقرب من التجمعات السكنية. وربط متبنو الحملة ذلك باقتراب موسم الاصطياف والذي يتم الإعلان عن انطلاقه قبل أسبوع واحد من شهر رمضان المعظم ، داعين إلى الاتحاد من أجل عدم انتهاك حرمة رمضان من طرف السكارى مثلما جرى في ولاية تيزي وزو العام الماضي، وأدت إلى تسجيل عدة انتفاضات في الولايات المجاورة ضد الحانات والمخامر وبيوت الدعارة. وكانت أخر حملة تبناها رواد الفايسبوك خلال الأحداث الأخيرة والأليمة التي عرفها كل من ملهى بالاس بالبليدة وملهى الشط الأزرق بزرالدة، وجاءت الحملة، منذ أقل من ثلاثة أشهر، حيث أدى الحادث الثاني إلى اندلاع حريق مهول بعد حرب بين عصابتين، انتهت بسقوط سبعة قتلى بما فيهم امرأتان أحرقوا عنوة "بالألعاب البحرية والسينيال" وأدت إلى سقوط ثلاثة جرحى، في ليلة سوداء أدخلت السكان المجاورين للمركب في دوامة من الهلع والرعب، ولم يكد يستفيق العاصميون من أحداث أزور، وأخبار التحقيقات التي أدت إلى توقيف 15 متورطا، حتى انتشرت تقارير وأخبار عن حرب عصابات جرت في ملهى بالاس بالبليدة بين السكارى والعاهرات وبين شباب المنطقة الذين انتفضوا في ليلة طويلة انتهت باقتياد أكثر من 70 شابا إلى مركز الشرطة، ولم تهدأ الأمور وغضب الانتقام بين الأهالي، حتى أصدر والي البليدة قرارا استعجاليا، بالغلق الفوري، لفندق "الأنيق" بحي بن بوالعيد في عاصمة الولاية والمعروف في الأوساط الشعبية ب«بالاس". وسارعت مصالح الأمن الولائي، مدعمة بفرق الشرطة القضائية ووحدات حفظ النظام، لتنفيذ عملية التشميع القانوني، ومنع أي حركة بهذا المبنى تفاديا لاندلاع المواجهات التي بررها السكان بانتشار الرذيلة والأفعال المخلة بالحياء والآداب التي يرتكبها السكارى ورواد الفندق وهو ما أثار حفيظتهم. كما انتفض سكان الغرب الجزائري وبالتحديد في ولاية وهران ضد الحانات المنتشرة عبر ضفاف الولاية وكورنيشها، وهو ما جعل رواد الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي يطلقون حملة لمحاربة الظاهرة، ليعيدوا الكرة هذه المرة أملا في تحقيق الهدف المرجو وهو صيف دون مجون وعدم انتهاك حرمة رمضان المعظم. الشيخ عجيمي ل"البلاد": نساند كل مبادرة سلمية تدعو إلى محاربة الرذيلة بمختلف أشكالها أكد الدكتور عجيمي، رئيس نقابة الأئمة وعمال الشؤون الدينية في اتصال مع "البلاد"، أنهم مع كل مبادرة سلمية تدعو إلى محاربة الرذيلة بمختلف أشكالها، شريطة أن تتغلب الحكمة على التهور والانسياق وراء العواطف، لأنه لا يمكن محاربة منكر بمنكر أشد منه، ولتحقيق الهدف المرجو من الحملة يجب التركيز على غلق كل الأبواب التي يراد من خلالها استغلال مثل هذه الحملات لإشعال نار الفتنة والفوضى في البلاد، داعيا رواد المخامر والملاهي الليلية إلى الابتعاد عن هذا المستنقع القذر.