شرع أمس، وفد من الكونغرس الأمريكي في زيارة تدوم خمسة أيام إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين. ويتكون الوفد الأمريكي من عديد المستشارين والنواب الديمقراطيين والجمهوريين أعضاء من مجلس النواب ومجلس الشيوخ حسبما أكدته المنظمة غير الحكومية مؤسسة منتدى الدفاع المبادرة لهذه الزيارة. ويتعلق الأمر بالزيارة الثانية لممثلين عن البرلمان الأمريكي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث جرت الزيارة الأولى في منتصف شهر جانفي 2016 من أجل دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والتعبير عن رفضهم لسياسة الاستعمار التي ينتهجها المغرب. وتأتي هذه الزيارة المساندة للشعب الصحراوي في الوقت الذي لا زالت فيه الأممالمتحدة تنتظر عودة بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" إلى عملها، حيث عمد المغرب إلى تفكيك مكونها المدني من خلال إجراءات انتقامية أدانها المجتمع الدولي. وكان توم لانتوس من الكونغرس الأمريكي قد نظم في شهر مارس المنصرم في إطار لجنة حقوق الإنسان جلسة حول الصحراء الغربية كانت بمثابة محاكمة حقيقية لسياسة المغرب في الأراضي الصحراوية المحتلة. وقام المغرب بتكثيف نشاط لوبياته من أجل الحيلولة دون نقل ذلك النقاش على مستوى هذه الهيئة الهامة التي لها تأثير كبير على الحياة السياسية الأمريكية. واعتبرت الجلسة في حد ذاتها إنجاز لأنها نجحت في استمالة عديد أعضاء الكونغرس ومنظمات غير حكومية وهيئات دولية لقضية الصحراء الغربية. كما تجند مؤخرا المجتمع المدني الأمريكي ممثلا بمنظمات غير حكومية للتنديد بالانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من قبل المغرب. وكانت مؤسسة كينيدي قد أحصت في شهر مارس تلك الانتهاكات في تقرير موثق أظهر انتهاكات خطيرة اقترفتها قوات الأمن المغربية ضد السكان الصحراويين في الفترة الممتدة بين جويلية وديسمبر 2015.