اعتبر المشاركون في الطبعة الرابعة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة التي احتضنتها العاصمة، أن ترجمة ''الموشح'' أو الشعر العربي الأندلسي الذي يتم التغني به في ''النوبة'' إلى اللغات الأخرى، يكتسي أهمية بالغة في نقلها إلى جمهور متعدد الثقافات بحيث تترجم بصدق أداء الفنان للأغنية· وقد شكل الموشح الشائع في الغرب ابتكارا أدبيا في إسبانيا المسلمة، ونوعا من القطيعة مع الشعر العربي الكلاسيكي الذي ترجم جزء كبير منه من قبل مترجمين إسبانيين وإنجليز وفرنسيين· وفي هذا الإطار، يعتقد المترجم والكاتب سعدان بن بابا علي أن ''الشعر العربي معروف منذ أن ظهر المستشرقون في القرنين التاسع عشر والعشرين لأن كل الشعر القديم المسمى بالشعر الجاهلي وشعر العصرين الأموي والعباسي ترجم إلى لغات أخرى''، مشيرا إلى أن الشعر العربي ليس مهمشا، غير أن الشعر الأندلسي لم يترجم بكامله خصوصا الموشح الذي كثيرا ما يغنى في المغرب العربي من قبل مغنين الأندلس· وأوضح المتحدث دور ترجمة هذا الشعر يكمن في ''نقل تراث ثقافي إلى العربية وإلى جمهور لا يعرف اللغة العربية، لكن يحب الثقافة العربية ويود أن يتعلم مواضيع و أساليب العلاقات بين الناس في هذه الثقافة''، مؤكدا أنه بالرغم من أن المؤلفات المزدوجة اللغة متوفرة في المكتبات الأوروبية، إلا أن ترجمة الأدب والشعر العربيين تتطلب ''جهودا كبيرة''· كما أكد سعدان بن بابا علي أن المجتمعات الغربية تهتم بالأدب والشعر العربي، بحيث تتوفر كل الجامعات العربية على قسم للغة العربية يكون فيها الأدب العربي ممثلا أحسن تمثيل· ومن جانبها، تؤكد الفنانة بهجة رحال أن الترجمة تسمح للجمهور والفنان بالدخول إلى عالم الموشح والإحساس بمعنى كل كلمة، موضحة أن ''ترجمة الشعر الأندلسي إلى لغات أخرى يعني بالنسبة إلي منح فرصة للفنان لنقل المعنى العميق لهذا الشعر إلى الجمهور العريض بحيث تسمح الترجمة للفنان بجلب الجمهور''·كما أشارت إلى أنه ''في عالم الموسيقى لا يمثل عدم التحكم في اللغة العربية عائقا لأننا قادرون على السفر عن طريق جمال الصوت واللحن، لكن فهم النصوص التي يتم غناؤها يساعد الفنان على نقل إحساس وصدق في غنائه''·