ودع الجزائريون سنة 2010 على وقع الاحتجاجات الشعبية العارمة التي تزامنت مع ترحيل أكثر من 1600 عائلة تقطن في سكنات هشة بالعاصمة· وامتدت شرارة الاحتجاجات إلى أغلب البلديات التي تعاني من مشكل السكن على غرار باش جراح، العقيبة، ديار الشمس وبراقي· وكانت أزمة السكن ومشكل توزيعه السبب المباشر في اندلاع شرارة هذه الاحتجاجات بالعاصمة ·وتنتظر جزائر 2011 تحديات عديدة، منها القضاء على مشكل السكنات الهشة، والقضاء على البطالة التي يعاني منها الشباب الحامل للشهادات· وحسب ما أكده آخر تقرير للديوان الوطني للإحصاء فإن 4,21% من الجامعيين يعانون البطالة، على غرار سكان الجنوب الذين أجلوا احتجاجاتهم إلى هذا العام·ومن المتوقع أن تشكل مشاكل مثل السكن والبطالة والقضاء على الأسواق والمواقف العشوائية وغيرها من الأمور الأخرى، بؤر ساخنة تجعل الشارع مهيأ للانفجار في أية لحظة، وهي بؤر توتر من شأنها أن تعيد إخراج المحتجين إلى الشارع للمطالبة بحل هذه المشاكل·وعادة ما تقود طريقة منح السكن الاجتماعي في الجزائر إلى المظاهرات وساحات الاحتجاج، ذلك أن برامج البناء لا تسير بنفس وتيرة النمو السكاني· وقد اندلعت مظاهرات عنيفة مطلع السنة الجارية في بعض الأحياء الشعبية بالعاصمة كديار الشمس وديار الكاف، ومن المنتظر أن تعود هذه الحركات الاحتجاجية للظهور في شوارع العاصمة مجددا خاصة مع استمرار الطريقة المنتهجة نفسها في توزيع هذه السكنات، حيث أكدت مصالح السكن لولاية الجزائر أن عملية الترحيل ستستمر خلال سنة ,2011 مما يوحي بعودة الاحتجاجات·كما تنام العاصمة على العديد من بؤر التوتر التي يمكن أن تنفجر في أية لحظة، أهمها شروع ولاية العاصمة في تجسيد قرار منع الأسواق الفوضوية في أحياء العاصمة، على غرار أسواق باب الوادي وباش جراح وغيرها·البطالة في أوساط شباب الجنوب قد تشكل بؤرة توتر هي الأخرى، خاصة أن المحتجين أجلوا احتجاجاتهم إلى أجل غير محدد، مما يؤكد إمكانية عودتها بأكثر حدة، وهو الإضراب عن الطعام، حيث هدد حوالي 17 بطالا من بلدية حاسي الرمل بولاية الأغواط بالإضراب عن الطعام أمام مقر الدائرة، احتجاجا على تملص الإدارة المحلية من تطبيق تعهداتها بتوفير مناصب شغل لهم بعدما أضربوا عن الطعام في وقت سابق أكثر من أسبوع، وأن الدافع الأساسي لمعاودة الإضراب عن الطعام هو الوعود التي لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع· وشهد سكان ورفلة مؤخرا احتجاجا حيث حاول عشرة شبان عاطلين عن العمل الانتحار جماعيا وكان شعارهم ''العمل أو الموت''· وسيصعّد الشباب العاطل عن العمل في الجنوب الجزائري من احتجاجاته باتخاذ إجراءات يائسة للفت الانتباه لحاجتهم إلى العمل، ويتهمون شركات النفط والغاز المتعددة في المنطقة بعدم تشغيل العمال المحليين، خاصة أن أغلب الشركات العاملة في قطاع المحروقات والقطاعات الموازية له بحوض حاسي مسعود، تعمد إلى التوظيف المباشر دون المرور على الوكالة المحلية للتشغيل، وهو أمر يزيد من تأزم واقع قطاع التشغيل بالمدينة، إضافة إلى فرضها شروطا تعجيزية في عروض العمل التي تقدمها لوكالات التشغيل·