!بابور ''باتنة'' جنح ذات يوم في خليج الجزائر، وفي اليوم نفسه غرقت الباخرة ''بشار'' وعلى متنها 71 بحارا في الميناء وأمام الأنظار وربانها يصرح ''أنوكّل عليكم ربي'' لكون أحد لم يسعفه وهو في حالة خطر!وعندما يخطف قراصنة صوماليون بابورا تجاريا جديدا اسمه'' البليدة'' في عرض المياه الدولية في المحيط الهندي، فإن كل الأفعال المتحركة كما يقول النحويون استخدمت في أسطول ''كنان'' البحرية التجارية الجزائرية من رفع ونصب وجرّ وكسر·خاصة أن الشركة نفسها تعرضت لمجزرة ''غير إرهابية'' باسم الخوصصة والتجديد جعلها تمشي على الحديد(ة) كما يقول إخواننا في مصر· ''الكنان'' شركة وطنية بالاسم على الأقل لم تعد تملك بواخر إلا بقدر ما تملك الجوية الجزائرية بعد أن بقيت كخردة (غير صالحة للاستعمال) في ظروف مشبوهة، والدليل على وطنيتها أن كل باخرة وبابور تقريبا يحمل اسم ولاية أو جبل مشهور مما يعني أن البرّ انتقل بالاسم إلى البحر! ومن يركب البحر لا يخشى، ومادام أن باتنة والبليدة وبشار وجبل العنق والهفار وغيرها من الجهات ممثلة في البحر بواسطة أسطول متهالك عجز حتى عن نقل الملح إلى أوروبا لكي يستخدم في إذابة الثلج المتساقط بكثافة هناك، يكون من الطبيعي أن ينقل هذا التمثيل شيئا مما يحدث فيما يسمى بالجزائرالعميقة أي جزائر ''الميزيرية'' أي الجري وراء قارورات الغاز وإناء الماء، والبحث عن طريق معبد وخيط كهرباء وإن أمكن عمل بسيط يغني عن مدّ اليد، أو إشعال النار في الدوار! فهناك بالتأكيد علاقة بين الاسم وحاملة حتى في الأسماء التي يكني بها الناس!وهو ما يجعل الحكومة و''الكنان'' أمام خيارين: إما أن تقوم الأولى بتنمية الجهات الأكثر تخلفا لكي لا ينعكس اسمها على البحر فتصاب بالإحباط والقهر، وإما أن تقوم الثانية بتبديل أسماء سفنها باستخدام أسماء أعلام ومشاهير كابن باديس ومالك بن نبي وأركون ممن يشهد لهم بالحكمة والعلم·