انفجر الجزائريون عبر صفحات التواصل الاجتماعي الفايسبوك، مطالبين بالقصاص ورفع التجميد عن عقوبة الإعدام لحماية الأطفال من الوحوش البشرية التي لا تزال تحرق قلوب العائلات وتنّكل بأجساد الصغار بارتكاب جرائم بشعة في حقهم. «مسلسل شيماء ونهال وغيرهم لا يزال متواصلا".. هكذا أجمع الجزائريون عبر صفحات التواصل الاجتماعي الفايسبوك عقب تلقي نبأ وفاة الطفلة نهال سي أمحند المختطفة بتاريخ 21 جويلية بقرية آث عبد الوهاب بواسيف ولاية تيزي وزو، حيث أكد وكيل الجمهورية لدى محكمة واسيف يوم الخميس في ندوة صحفية تطابق الجمجمة والشعر التي تم العثور عليها غير بعيد عن مكان اختطاف الفتاة، مع حمض الأديان لوالديها بعد إجراء التحاليل.. الخبر نزل كالصاعقة على عائلة الصغيرة وأهل القرية وعلى كل الجزائريين، فجميعهم بدأ يتذكر الجرائم الوحشية المرتكبة منذ سنة 2012 ضد البراءة في الجزائر، أبرزها قضية الطفلة شيماء التي تم اغتيالها بعد الاعتداء جنسيا عليها بزرالدة والجاني اليوم من بين المحكوم عليهم بالمؤبد وفقط. هبة شعبية عبر الفايسبوك لإعدام الجناة الذين يسرقون بسمة البراءة ويحرقون قولب عائلتهم، حيث نادى جميع الجزائريين السلطات العليا للبلاد برفع التجميد عن عقوبة الإعدام وتطبيقها على مثل مرتكبي هذه الجرائم البشعة، وتساءلوا كيف لمجرم اختطف واغتصب وقطّع جسد براءة، أن يمكث في السجن مدى الحياة، لكنه يتنعم بالحياة، يأكل ويشرب وحقوقه مصونة، في حين هو أزهق حياة بريئة دون اكتراث لحقها في العيش والحياة. الجزائريون أقسموا أن هذه المرة لن يتوقفوا عن رفع نداءات تطبيق الإعدام، ودعوا إلى هبة وتحرك ميداني في وقفة واحدة لإعدام الجناة أمام الملأ. وعبّر الجزائريون بصوت واحد عن حزنهم وحرقتهم لمقتل نهال وبطريقة بشعة لم يتم التصريح بوقائعها من طرف الجهات المعنية لحماية مشاعر المواطنين وحتى الأطفال الذين سيصابون بصدمة أخرى وهاجس الخوف على أولادهم وهم على مشارف الدخول المدرسي، لتحيي هذه القضية في مخيلتهم مجددا قضايا اختطاف الأطفال وقتلهم وحتى التنكيل بأجسادهم، ليجد الجزائريون أنفسهم مجددا أمام أزمة نفسية بعد تلك التي عرفها أبناء العشرية السوداء. مطالب الإعدام تتجدد وهذه المرة، مواطنون يدعون للخروج في مسيرة شعبية، ومنظمات حقوقية، ونواب البرلمان، حيث في هذا الصدد دعا ريس جمعية ندى عبد الرحمان عرعار "إلى ضرورة تفعيل عقوبة الإعدام"، مؤكدا أنه "حان الوقت لرفع التجميد عن عقوبة الإعدام خاصة في جريمة قتل واختطاف الأطفال". في سياق متصل، أكد أخصائيون في علم النفس أن مرتكب الجريمة لا يمكن سوى أن يكون شخصا غير طبيعي، في حالة غير طبيعية أثناء ارتكاب الجريمة، بمعنى إما يكون تحت تأثير المهلوسات أو الخمر أو مصاب بمرض نفسي، لكنه يحمل شيئا معينا اتجاه عائلة الفتاة. جدير بالذكر، أن رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني العقيد محمد ترغيني، قال إن التحقيق لا يزال مستمرا والأبحاث لا تزال جارية، وأنه لحد الآن لم يتم تحديد هوية الجاني أو مشتبه فيه ولم يسلم أي شخص نفسه للجهات المعنية. وأكدت نتائج التحاليل التي أجراها المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني لبوشاوي علاقة المؤشرات التي تم العثور عليها بقرية مشرك بأيت تودرت التابعة لدائرة واسيف (تيزي وزو) بالطفلة نهال سي محند المختفية منذ يوم 21 جويلية، حسب ما أكده وكيل الجمهورية بمحكمة واسيف فضيل تاخروبت.