أجرى المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغاني هامل، أمس، جولة تفقدية لمختلف المناطق والبلديات التي شهدت مظاهرات عارمة خلال الليالي الثلاث الأخيرة. ووقف هامل عند مختلف محافظات الشرطة ومراكز الأمن التي تقع ضمن بلديات عرفت موجة من الاحتجاجات العنيفة، أسفرت عن وقوع العديد من الجرحى في صفوف الأمن خاصة قوات مكافحة الشغب. وتمكنت العاصمة من استرجاع هدوئها الحذر، بعد ثلاث ليال ساخنة عاشها سكانها مع اندلاع شرارة الاحتجاجات التي انحرفت إلى أعمال شغب وعنف وتدمير لم تستثن المؤسسات العمومية والخاصة على حد سواء، حيث شهدت بلديات بلكور وشارع أول ماي وباب الواديوباب الزواروبرج الكيفان ومختلف الشوارع الداخلية حملة تنظيف واسعة شنها عمال النظافة التابعون لشركة ناتكوم. واستيقظ سكان العاصمة على وقع مظاهر الخراب والدمار التي طالت مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وحتى بلديات وبنايات تربوية. وتعرضت ممتلكات المواطنين للنهب والسلب من قبل جماعة أشرار اغتنموا فرصة احتجاجات الزوالية على لقمة العيش ليعيثوا في الأرض فسادا وحلت مظاهر الطوابير التي عرفتها الجزائر سنوات الثمانينيات بمحلات بيع الخبز والحليب محل مظاهر الخراب بسبب إغلاق أغلبية التجار لمحالاتهم خوفا من الاعتداءات. وشاهدت فالبلادف التي كانت في جولة استطلاعية إلى العاصمة تعزيزات أمنية مشددة وطوقت مصالح الأمن المنطقة التي استيقظت على وقع مظاهر الشغب على طول الطريق المؤدي إلى بلدية برج الكيفان التي شهدت ليلة السبت مواجهات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب حيث تم قطع الطريق بالمتاريس والعجلات المطاطية المحروقة مما تسبب في شل حركة السير. وقال شهود عيان إن المتظاهرين ألقوا الحجارة على قوات مكافحة الشغب التي طوقت المكان وسقط العديد من الجرحى في صفوف الأمن وعدد من المواطنين وشنت الأجهزة الأمنية ليلة السبت حملة من التوقيفات طالت العديد من الشبان المتظاهرين بحي درقانة الذي يضم كثافة سكانية هائلة. وشوهد المدير العام للأمن الوطني بمحافظة الشرطة إياد عيسى ببلدية برج الكيفان وسط رقابة أمنية مشددة، في الوقت الذي حاولت فالبلادف التقرب منه من أجل الحصول على تصريح حول الوضعية، إلا أن مصالح الأمن بالمنطقة حالت دون ذلك، وانطلقت بلدية برج الكيفات منذ الصباح الباكر في تنظيف الشوارع والطرقات التي شهدت المظاهرات وشوهد عمال النظافة يرفعون هياكل السيارات المحروقة ويحملون النفايات. واستعادت شوارع العاصمة مظاهرها المعتادة صباحا بعد تنظيفها واصطف سكان بلدية بلكور التي عاشت ليلة ساخنة أول أمس أمام محالات بيع الحليب والخبر. وفي حي باب الواد حيث كانت المواجهات عنيفة يوم الخميس بين مجموعات من الشبان وقوات مكافحة الشغب الذين استعملوا الغازات المسيلة للدموع، لم يبق حطام في الشوارع. وفي حيي العناصر وديار العافية، ما زالت آثار الحريق بادية على محل بيع سيارات رينوه داسيا وحريق آخر طال مستودعا آخر في حي تريولي باب الواد لنفس الشركة. ولم تبق صباح أمس سوى آثار النار على الطريق. وفي مختلف أنحاء العاصمة التي شهدت ليلة ساخنة يبدو أن كل شيء عاد إلي ما كان عليه، وكذلك في حي باش جراح وأحياء فقيرة أخرى مكتظة بالسكان. وشهد حي باب الزوار القريب من المطار تعزيزات من الشرطة قرب مراكزها وفي مركز تجاري جديد فخم دشن الصيف الماضي جوار فندق ميركور، كما طوقت قوات الشرطة جامعة باب الزوار المجاورة.