المصاريف الموسمية تتزامن مع ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية دخول اجتماعي ساخن على كل المستويات إلى جانب طبول الإضرابات التي تقرعها النقابات المتكتلة في 17 نقابة بسبب تراجع القدرة الشرائية ومواضيع أخرى، حيث سيجد المواطن أمامه تحديات اجتماعية كبيرة تتركز أساسا في مصاريف ضخمة تمليها الضرورة الموسمية في ظل الارتفاع الخيالي للأسعار وفي كل الميادين بسبب ضعف القدرة الشرائية وتراجع قيمة الدينار مما ينبئ بدخول اجتماعي صعب على المواطن في ظل عدم وجود أي إستراتيجية للدولة لمواجهة تراجع القدرة الشرائية للمواطن بل تعمد الى عكس ذلك بخفض قيمة الدينار كحل سهل عوض الحلول التي تعتبر أكثر نجاعة، مثل تنويع الاقتصاد وفتح فرص استثمار منتجة للثروة لرفع مداخيل وإرباح الشركات مع ضرورة حماية العامل والأجير من جشع أرباب العمل. تنتظر معظم العائلات الجزائرية مصاريف كبيرة خلال الدخول الاجتماعي المقبل، حيث إن العامل البسيط لن يستطيع مهما كانت حكامته في التسيير، توزيع راتبه الشهري على عدة أبواب، دخول مدرسي، عيد الأضحى، ملابس الدخول المدرسي مصاريف العيد، وهذا قبل أن يخرج من ضائقة رمضان وعيد الفطر وحتى مصاريف العطلة الصيفية لعديد العائلات. أستاذ علم الاجتماع كمال بوقصة: متوسط الأجر يجب ألا يقل عن 6 ملايين والأسعار ارتفعت بالثلث في ستة أشهر يرى أستاذ علم الاجتماع، كمال بوقصة، أن الوضع الاجتماعي في حالة تراكم بالنسبة للقدرة الشرائية للمواطن، رابطا ذلك بتراجع القدرة الشرائية وضعف المرتبات وما سيحمله الدخول الاجتماعي من مصاريف بسبب التمدرس وعيد الأضحى، مشيرا في تصريح ل"البلاد" أن الأسعار ارتفعت بالثلث منذ ستة أشهر فقط وتراجعت القدرة الشرائية بشكل كبير، معتبرا أن الدخول الاجتماعي المقبل ينبئ بارتفاع درجة حرارة الحراك الاجتماعي، غير مستبعد عودة الاحتجاجات والإضرابات في المؤسسات والشركات، وإمكانية تفشي الفساد والرشوة على وجه الخصوص بسبب الظروف المالية الصعبة التي يجد فيها كل موظف نفسه فيها، حيث يجد الموظف البسيط نفسه مضطرا الى تغطية المصاريف بسبب الضغط الاجتماعي يجد أمامه الحلول السهلة. وعن المصاريف التي تستلزم عائلة متوسطة العدد أعطى بوقصة مثلا عن المصاريف، حيث أشار الى أن رب عائلة متكونة من طفلين مجبر على مصاريف تعادل 2 مليون سنتيم عن كل طفل مقابل الألبسة والأحذية دون الكلام عن الماركات، في حين أن قيمة الأدوات المدرسية ولواحقها تتطلب أكثر من مليون سنتيم. وبعملية بسيطة فإن مصاريفه بالنسبة لطفلين تبلغ 6 ملايين سنتيم ضف إليها ثمن كبش العيد أو اللحوم التي تتجاوز متوسط خمسة ملايين سنتيم. فرب العائلة مجبر على دفع مبلغ يتجاوز 11 مليون سنتيم، وهو غير ممكن بالنسبة للعامل البسيط، خاصة أنه لم يسترد بعد توازنه المالي جراء مصاريف شهر رمضان وعيد الفطر، وأجور زهيدة. يرى أن أجرة 6 ملايين سنتيم لا تكفي لعائلة من أربعة أفراد. كما أشار المتحدث إلى أن المبلغ الذي يتقاضاه الموظف او العامل هو متوسط 30 ألف دينار، هذه القيمة تساوي 20 ألف دينار من حيث قيمة القدرة منذ ستة أشهر فقط. وتراجع الدينار ساهم في تراجع القدرة الشرائية. وانتقد المتحدث عمل الأحزاب السياسية التي تجري وراء مواضيع سياسية لا تفيد المواطن البسيط في شيء في حين أنها لا تتكلم عن وضعه الاجتماعي وتراجع قدرته الشرائية بما ينبئ بموجة احتجاجات. مصاريف كبيرة بعد سرمضان، عيد الفطر، العطلة الصيفية والأعراس وجد رب العائلة نفسه أمام مصاريف كبيرة خلال شهر رمضان الفارط والذي ساهم في استنزاف مدخرات العائلات خاصة ذات الدخل المتوسط والضعيف، ليكمل على ذلك عيد الفطر، حيث اشتكت العائلات من كثرة المصاريف وغلاء الأسعار. ومباشرة بعد العيد دخلت العائلات في موسم الأعراس. العطلة الصيفية ومهما كانت بساطتها وقصر مدتها كلفت بعض العائلات الكثير. هذا الرباعي من المصاريف ساهم في استنزاف مدخرات العائلات ومنها من دخلت في الاستدانة بسبب الضرورة خاصة فيما يخص مصاريف رمضان والعيد. فهل ستكون إجراءات سريعة من طرف الحكومة للتخفيف عن المواطن؟