بلغت نسبة تقدم الأشغال في مصنع بلارة للحديد والصلب، أشواطا متقدمة ب80 بالمئة، وهذا حسب آخر تقييم قامت به مصالح ولاية جيجل، حيث كشفت تقارير صادرة عن المصالح الولائية المكلفة بمتابعة الإنجاز للمشروع بجيجل، عن أن سير الإنجاز يتم بوتيرة جيدة بعد أن كان قد تم الانطلاق في الأشغال شهر مارس من العام الفارط خلال زيارة الوزير الأول لولاية جيجل، حيث تمتد على مدى 20 شهرا، أين وصلت نسبة الإنجاز 80 بالمئة بعد مرور 17 شهرا على أن تتم عملية الانتهاء الكلية في بداية العام المقبل، حيث سيبدأ رسميا الإنتاج للحديد والصلب. وقد تكفلت بعملية إنجاز المصنع شركة إيطالية بقيمة ملياري دولار في مدة حددت ب20 شهرا، حيث يعود رأسمال المركب بنسبة 51 بالمائة إلى مؤسسة سيدار والصندوق الوطني للاستثمار وبنسبة 49 بالمائة إلى "قطر أنترناشيونال" شركة مختلطة تضم كلا من "قطر ستيل" و«قطر مينينغ"، أين سيخلق المركب حركة اقتصادية بالولاية ويمكن من تحقيق قفزة نوعية لولاية جيجل، التي ستصبح القطب الثاني - بعد مركب الحجار- لتتحول إلى "عاصمة الحديد والصلب" على المستوى المغاربي، أين سيساعد الجزائر على تقليص فاتورة استيراد الفولاذ. كما أنه سيضفي ديناميكية كبيرة على منطقة جيجل والمدن المجاورة لها في شرق البلاد، لاسيما في مجال النقل واستغلال ميناء جيجل وشبكة السكة الحديدية وتوفير الفولاذ بمختلف أنواعه. وتبلغ الطاقة الإنتاجية الأولية للمصنع حدود مليوني طن من حديد البناء والخيوط الحديدية الطويلة، وسيتم استعمال تقنية الاختزال المباشر بالغاز الطبيعي، وكريات الحديد كمادة أولية لصناعة حديد البناء والخيوط الحديدية، على أن يتم استيراد المادة الأساسية المتمثلة في كريات الحديد من الخارج، حيث تتوافر مجموعة "قطر ستيل الدولية" على مصنع لإنتاج كريات الحديد في دولة البحرين. وستخصص المرحلة الثانية من المشروع لإنتاج أنواع عديدة من الصلب الخاص، الذي يستخدم في صناعات عديدة، منها صناعة السيارات والفولاذ المسطح الذي سيستخدم في صناعة السكك الحديدية، بالإضافة إلى إنتاج الأنابيب دون تلحيم، للحد من واردات الحديد والصلب بالجزائر، وقد تم إنجاز محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بنفس المنطقة، حيث تقوم بإنتاج ما يزيد عن 16 ألف ميغاواط ستسهم في تزويد المصنع والمنطقة الصناعية ببلارة بالطاقة الكهربائية، أين ستدخل في الإنتاج قبل نهاية العام الجاري حسب ما كشفت عنه بعض المصادر من مديرية الطاقة بولاية جيجل ل«البلاد". ومن المنتظر أن يوفر المصنع ثلاثة آلاف منصب شغل، 1500 منها منصب عمل مباشر. إلى جانب هذا يتم العمل على توسيع السكة الحديدية بالمنطقة، إلى جانب الطريق الرئيسي وكذا الميناء من أجل تسهيل الحركية الاقتصادية بالمنطقة التي يعول عليها لأن تكون قطبا اقتصاديا بامتياز.