أكدت مصادر قطرية أن مشروع إنشاء مجمع الحديد والصلب بالمنطقة الصناعية ”بلارة”، بولاية جيجل، سيدخل حيز الإنجاز الفعلي بداية جانفي القادم، والإنتاج الفعلي يبدأ في العام 2017، وهو من أبرز المشاريع الاستراتيجية لقطربالجزائر. ومن شأن المشروع الجديد أن يعيد للعلاقات الجزائرية- القطرية التقارب، بعد الجمود، لا سيما خلال ما يعرف بأحداث الربيع العربي التي هزت المنطقة ولا تزال تداعياتها متواصلة حتى الآن. ويخضع مشروع الشراكة الجزائرية- القطرية للقاعدة 51/49، حيث تعود الأسهم القطرية لشركة قطر ستيل، والأغلبية أي 51 بالمائة للشركة الوطنية للحديد والصلب سيدار. وحسب ما أكدته جريدة الشرق القطرية، سيتكلّف إنشاء المصنع نحو 1.2 مليار دولار، ويوفّر فرص عمل لما لا يقل عن 2500 عامل بصفة مباشرة، وأنه سيضفي دينامية كبيرة على منطقة جيجل والمدن المجاورة لها في شرق البلاد، لاسيما في مجال النقل واستغلال ميناء جيجل وشبكة السكة الحديدية وتوفير الفولاذ بمختلف أنواعه لمشاريع البنى التحتية والإسكانية التي أطلقتها الجزائر. وتبلغ الطاقة الإنتاجية الأولية للمصنع حدود المليوني طن من حديد البناء والخيوط الحديدية الطويلة، وسيتم استعمال تقنية الاختزال المباشر بالغاز الطبيعي، وكريات الحديد كمادة أولية لصناعة حديد البناء والخيوط الحديدية، على أن يتم استيراد المادة الأساسية المتمثلة في كريات الحديد من الخارج، حيث تتوفر مجموعة ”قطر ستيل الدولية” على مصنع لإنتاج كريات الحديد في دولة البحرين. وحسب المصادر ستخصص المرحلة الثانية من المشروع لإنتاج أنواع عديدة من الصلب الخاص الذي يستخدم في صناعات عديدة، منها صناعة السيارات والفولاذ المسطح الذي سيستخدم في صناعة السكك الحديدية، بالإضافة إلى إنتاج الأنابيب بدون تلحيم، للحد من واردات الحديد والصلب بالجزائر التي بلغت 10 مليارات دولار نهاية العام 2011. كما اتفق الجانبان القطريوالجزائري على إنجاز محطة للطاقة الكهربائية بطاقة 1200 ميغاواط بمنطقة بلارة، لتموين المشروع بالطاقة الكهربائية، على أن يتم ربطها بالشبكة الوطنية للاستفادة من فائض الكهرباء الذي يفوق حاجة المحطة التي يتوقع أن تبلغ تكلفة إنتاجها حوالي ملياري دولار.