مع اقتراب العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، تحولت بعض شوارع العاصمة إلى اسطبل مفتوح لبيع المواشي، حيث رفع الوسطاء التحدي في وجه وزارة الفلاحة ليقدموا ما لديهم من ماشية في نقاط البيع العشوائية، وبأسعار متباينة، في الوقت الذي جندت وزارة الفلاحة، بالتنسيق مع الفدرالية الوطنية للموالين ووزارة التجارة، 14 نقطة لبيع أضاحي العيد بأسعار تتراوح بين 25 و50 دج. المتجول في شوارع بعض بلديات العاصمة كهراوة والرويبة وبرج البحري وزرالدة، يشهد الكم الهائل من الوفرة للماشية التي وضعها أصحابها للبيع، ففي هذا الإطار ارتأت "البلاد" التجول في البعض منها قبيل عيد الأضحى المبارك، حيث تحولت العديد من المحلات والشوارع إلى زريبة ومواقع لبيع الأضاحي، وأخرى لبيع العلف بعد أن فضل العديد من التجار تغيير نشاطاتهم التجارية لبيع الكباش عشية عيد الأضحى، بعد أن وجدوا ضالتهم بها في كل موسم، حيث تحولت المساحات الخضراء والأرصفة إلى زرائب وفضاءات لبيع الكباش التي بلغت في سوق الحراش أسعارها بين 35 و60دج، رغم تحديد النقاط الخاصة ببيع الأضاحي في مناطق منظمة خصصتها وزارة الفلاحة وبأسعار منخفضة منذ يوم الخميس الماضي، إلا أن ظاهرة انتشار نقاط عديدة عشوائية لبيع الكباش لا تزال تعرف توسعا كبيرا تحسبا لاقتراب عيد الأضحى، حيث نسجل لهفة بعض المواطنيين بحثا عن أضحية رخيصة الثمن ليجد نفسه أمام جشع الوسيط الذي يرفع سعر الأضحية ضعفين عن ما اشتراها من الموال. وتحول مشهد بيع الأضاحي في الشوارع إلى فوضى عارمة على حواف الطرقات، وانتشار مخلفات الكباش في كل مكان، الأمر الذي يؤدي إلى تشويه المنظر العام. وفضل أحد المواطنين من الخواص بمدينة عين طاية تخصيص مساحة كبيرة أعدها لبيع الكباش مزودة بكل ما يحتاجه الكبش من مأكل ومشرب وبيطريين، حيث عهد هذا المواطن باعتباره جزار ومربي الماشية أن يوفر للمواطنين كميات معتبرة من الأضاحي وكل حسب سعره وفي مكان بعيد عن المجمعات السكنية، حيث يتوسط أحد المزارع الفلاحية ويقصدها المواطنون من كل حدب وصوب. وفي هذا الصدد، قال احد المواطنين في حديثه ل«البلاد" إنه يفضل شراء أضحية العيد من الأماكن التي عهدها، كونه يعرف صاحب الماشية وعهد في كل سنة اقتناء كبشه من عنده، مؤكدا أن سلالة الكباش التي يقتنيها من عند مواله تنحدر من أولاد جلال ولا يجد فيها عيوبا منذ أزيد من 4 سنوات. الفدرالية الوطنية للموّالين: نكذّب كل من قال إن أسعار الأضاحي مرتفعة قال عضو الفدرالية الوطنية للموالين، محمد بوكارابيلة في حديثه ل«البلاد"، إن تخصيص 14 نقطة بيع للأضاحي بالعاصمة، جاء بطلب من المواطنين الذين اشتكوا من غلاء أسعار الأضاحي التي كان يفرضها الوسطاء في الأعياد السابقة، مشيرا إلى أن النقاط التي خصصتها الوزارة بالعاصمة وعبر 33 ولاية تقدر ب4 تسير بطريقة منظمة، وساهمت في توفير أضاحي للعائلات المنخفضة الدخل حتى تتمكن كل عائلة من اقتناء كبش العيد وأفراح أبنائها. وقال المتحدث إن الموالين باشروا عملية البيع بنقاط البيع عبر 456 نقطة لبيع الأضاحي موزعة عبر 33 ولاية، منها 14 نقطة بالعاصمة بأريحية. كما قال بوكارابيلة إن وزارة الفلاحة تكفلت بتوفير مادة الشعير والماء والأماكن المخصصة للبيع مجانا للموالين. وحسب المتحدث، فإن نقاط البيع المحددة تتواجد بمقرات المؤسسات التابعة لوزارة الفلاحة عبر ولايات البليدة وبومرداس وتيبازة والمدية والبويرة ووهران وتيارت وعنابة وقسنطينة وبرج بوعريريج وقالمة وسطيف والجلفة والأغواط وخنشلة وبسكرة والبيض. من جهة أخرى وبالنسبة للعاصمة فإنه تم تحديد 14 نقاطة للبيع في بلديات الرويبة والدار البيضاء والكاليتوس وبئر توتة وزرالدة وعين البنيان وباب الزوار واسطاوالي وجسر قسنطينة والصنوبر البحري والريس حميدو وبرج البحري. وعن الأسعار، قال المتحدث إنها تخضع لقانون العرض والطلب وكل حسب ميزانيته، مفندا الادعاءات الكاذبة بخصوص ارتفاع أسعار الماشية بنقاط البيع المخصصة من طرف وزارة الفلاحة، مؤكدا أن السعر الافتتاحي بدأ بين 25 و50 دج ومن اراد كبشا يفوق هذه التكلفة فله ذلك. وعن صحة الكبش، قال بوكارابيلة إن الموال ترتكز مهنته على عادة توارثها منذ زمن وهي البركة، ففي قانونه لا يوجد كبشا مريضا للبيع، بل يفضل تركه في الزريبة وعدم عرضه على الزبون، محذرا المواطنين الذين يقتنون أضاحيهم من أشخاص لا علاقة لهم بالماشية ويقدمون للمستهلك أضاحي مريضة أو بها شوائب. وعن كمية الماشية التي ستوفرها الوزارة المعدة للبيع، قال المتحدث إن الماشية ليست سلعة أو "كوطة"، فالموال يبيع ما يلزم المواطنين من ماشية ويرجع الأخرى إلى إسطبله.