عادت أسعار الاضاحي للارتفاع مجددا قبل يوم واحد عن عيد الاضحى المبارك رغم اصرار الموالين على انها في متناول الجميع. "الداخل إلى السوق ليس كالخارج منها والكل يشتكي والكل يشتري"، هو مختصر وضعية أسواق الماشية على بعد ساعات من عيد الأضحى. و عاينت "البلاد"، على المباشر انسحاب عدد من المواطنين وتذمرهم واستيائهم بعد فشلهم في تأمين الأضحية، بعد أن وقفوا على أن القيمة التي كانت مخصصة و«مُخزنة" لم تكف لشراء الأضحية بعد تسجيل ارتفاع محسوس بين 15 و20 بالمائة، ليعودوا بخفي حنين، فأموالهم المخصصة لشراء الأضحية لهذا الموسم عجزت عن تأمين فرحة العيد إلى حين، بعد أن وقفوا على ارتفاع الأسعار وانفلاتها بشكل ملحوظ وهي التي ظلت في المتناول لما يقارب الشهر، ليصل الفرق بين الأسعار الماضية وأسعار الربع ساعة الأخيرة إلى أكثر من 5000 دينار وربما أكثر. تصنع الأسعار الأخيرة، في غالبية أسواق بيع الماشية، حديث المتسوقين. ويجزم كل من تحدث ل "البلاد"، بأن الفرحة و«الفُرجة" لن تكتمل في هذا الموسم أيضا، لأن أمنية اقتناء الأضحية اصطدم بالأسعار الجديدة التي عادت إلى الارتفاع مرة أخرى، وهو الوضع الذي سيحرم متوسطي الدخل و«الزوالية" "التعياد"، حيث وصل سعر كباش متوسطة الحجم إلى حدود 4.6 ملايين سنتيم، بعدما كان سعرها قبل أيام في حدود 4 ملايين. ووصل سعر الكبش ذي القرنين إلى 5.5 ملايين سنتيم بعدما كان في حدود 4.7 ملايين فقط، ويعتبر هذا السعر متربعا على عرش أسعار الأضاحي إلى حد الآن. وبالنسبة لأسعار النعاج، فقد حذت حذو الكباش أيضا، فسعر النعجة المتوسطة الحجم وصل إلى 3 ملايين. وحسب العديد من الانطباعات التي سجلتها "البلاد"، فإن الأسعار ارتفعت بشكل غير مفهوم، حيث أجمع العديد من المتسوقين الذين قصدوا الأسواق الأسبوعية، على أن الأمر تجاوز حدود المعقول في الساعات الأخيرة. وأشار مواطنون إلى أنهم عادوا على أعقابهم من الأسواق بعد وقوفهم ومعاينتهم ارتفاع أسعار بيع المواشي المتداولة حاليا، بعد أن كانوا يحلمون بشراء كبش في حدود 3.5 ملايين سنتيم، ليرتفع إلى حدود 4.4 ملايين سنتيم، مؤكدين أن الوضعية العامة لأسواق بيع المواشي عادت إلى الانفلات كالعادة، وستحرم العائلات متوسطة الدخل والفقيرة التمتع بفرحة عيد الأضحى، لكون الأسعار مرشحة للارتفاع أكثر فأكثر مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى. في سياق متصل، يشير الموالون إلى أن الأسعار عادية وفي المتناول، بالنظر إلى الأعباء المترتبة عن تحضير الماشية طول العام، حيث يسهر الموال على متابعتها وتوفير الأعلاف من شعير ونخالة، في ظل ارتفاع أسعارها بشكل كبير وفي غير متناول الموالين. وبين تأكيد المتسوقين على المبالغة في الأسعار ساعات قبل عيد الأضحى، وبين نفي الموالين ذلك، يبقى الثابت أن أسواق الماشية تشبعت جدا بتجار الموسم والذين فرضوا منطقهم في الأسعار مثلما كان متوقعا، لترتفع بمعدل 15 و20 بالمئة، مقارنة بالأسعار التي كانت عليها قبل حوالي 15 يوما. ونهاية الحديث وعلى الرغم من شكوى المواطنين من ارتفاع الأسعار إلا أن المؤكد أن "الكل يشتكي والكل يشتري في النهاية".