أسعار مجنونة ومبالغ فيها في أسواق الماشية "الداخل للسوق كالخارج منه"، هي عبارة اصطدمت بها "البلاد"، فور ولوجها لسوق عين الرومية بالجلفة، واختصرت على العموم، حال وأحوال أسواق بيع المواشي، على بعد أيام من عيد الأضحى المبارك، حيث وقفنا على مغادرة العشرات من المواطنين، بخفي حنين، فأموالهم المخصصة لشراء الأضحية لهذا الموسم، عجزت عن تأمين فرحة العيد، بعد أن وقفوا وعاينوا "جنون" الأسعار وانفلاتها بشكل كبير، ليصل الفرق بين أسعار الموسم الماضي وأسعار الموسم الحالي إلى مليونين وربما أكثر. تصنع الأسعار المطبقة حاليا، في غالبية أسواق بيع الماشية، حديث المتسوقين، ويجزم كل من تحدث مع "البلاد"، بأن الفرحة و«الفرجة" لن تكتمل في هذا الموسم، لأن أمنية اقتناء الأضحية، اصطدم بالأسعار المجنونة والقياسية، وهو الوضع الذي سيحرم متوسطي الدخل و«الزوالية" من "التعياد"، بعد أن تجاوزت الأسعار كل الحدود، خاصة منذ تساقط الأمطار الأخيرة التي ألهبت الأسعار وأحرقت جيوب المتسوقين، المتطلعين إلى اقتناء أضاحي العيد، ووقفت "البلاد" فعلا وقولا، على هذا الأمر، حيث وصل سعر كباش عادية ومتوسطة الحجم إلى حدود 5.5 ملايين سنتيم، بعدما كان سعرها في الموسم الماضي في حدود 04 ملايين فقط، ووصل سعر الكبش ذي القرنين إلى غاية 7.5 ملايين سنتيم ويعتبر هذا السعر متربعا على عرش أسعار الأضاحي إلى حد الآن، وبالنسبة لأسعار النعاج، فقد حذت حذو الكباش أيضا، فسعر النعجة المتوسطة الحجم تجاوز في عديد الأحيان 03 ملايين، ليصل سعر النعجة المكتملة إلى غاية 04 ملايين سنتيم، وهي أسعار مرتفعة، مقارنة بأسعار العام الماضي، حيث كان سعر النعجة محددا ما بين مليونين إلى 03 ملايين كحد أقصى في الموسم الماضي. وحسب العديد من الانطباعات، فإن أسعار هذا الموسم، تعتبر قياسية ومرتفعة جدا وفوق كل تصور، مقارنة بأسعار المواسم الماضية، وأجمع العديد من المتسوقين الذي قصدوا الأسواق الأسبوعية، على أن الأمر تجاوز حدود المعقول، وسمحت جولة "البلاد"، في العديد من أسواق بيع المواشي في كل من سوق عين الرومية بعين الإبل وسوق الاثنين بعاصمة ولاية الجلفة، بالوقوف ومعاينة "سخونة" الأسعار المطبقة وتطابقها، وبينت بأن عيد الأضحى لم يعد عيدا للجميع بل لميسوري الحال والمال فقط، بدليل أن أسعار هذا العام، عرفت ارتفاعا عن أسعار العام الماضي بمستويات كبيرة جدا، بوصول الفارق إلى نحو مليونين، وأشار مواطنون، إلى أنهم عادوا على أعقابهم من الأسواق المذكورة، بعد وقوفهم ومعحاينتهم لسخونة أسعار بيع المواشي المتداولة منذ مدة، مؤكدين على أن الوضعية العامة لأسواق بيع المواشي بالولاية والولايات المجاورة، ستحرم كالعادة العائلات متوسطة الدخل والفقيرة من التمتع بفرحة عيد الأضحى، لكون أن أسعار المواشي مرشحة للارتفاع أكثر فأكثر مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى. في سياق متصل، يشير الموالون وتجار الماشية، إلى أن الأسعار عادية وفي المتناول، بالنظر إلى الأعباء المترتبة عن تحضير الماشية على طول العام، حيث يسهر الموال، على متابعتها وتوفير الأعلاف من شعير ونخالة، في ظل النقص الفادح لها على مستوى عديد الأسواق، وارتفاع أسعارها أيضا، حيث يباع الشعير بحوالي 4500 دينار جزائري و«النخالة" بحوالي 2500 دينار جزائري، وقال هؤلاء في ردهم، إن الأسعار الحالية غير مرتفعة، مقارنة بالأعباء الكبيرة التي تصاحبهم. وبين تأكيد المتسوقين على المبالغة في الأسعار ونفي الموالين ذلك، يبقى الثابت أن تساقط الأمطار الكبير خلال هذه الفترة، كان له انعكاس كبير على الأسعار، حيث ارتفعت أسعار المواشي بمعدل 20 بالمائة، مقارنة بالأسعار التي كانت عليها في فترة الجفاف، ونهاية الحديث لا "عيد" ل«الزوالية" ومحدودي الدخل والعيد فقط لميسوري الحال والمال.